عشرة أيام مرت على العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان الجريح ولم تهدأ طائرات العدو من قصف كل ما تلاقيه على الأرض يتحرك أو يتنفس، مشاهد الدمار في كل مكان، جاوز فيها عدد الضحايا الثلاثمئة والجرحى الستمئة غالبيتهم من الأطفال والنساء، والخسائر بالملايين.
حقيقة، لا يختلف فعل «إسرائيل» عن ردة فعل الثور الذي تثيره حركة القماش الأحمر في ساحات الصراع، فلم تكن «إسرائيل» تهدف من كل ذلك إلى تحرير أسيريها أو وقف اطلاق الصواريخ عليها، بل هي ثارت لانهزاماتها السابقة التي أضمرتها في نفسها حقدا وضغنا، فهي لم تتعود على الانكسار والاندحار، ولم تعتد على أن يقف في طريقها شيء، فغدت ترنو إلى قلع جذوة المقاومة من جذورها وإطفائها في نفوس الشعب اللبناني بالدرجة الأولى والشعوب الحرة بالدرجة الثانية، وتخلق حالاً من الإحباط واليأس، والاتجاه لتحميل المقاومة كل ما جرى، وإن كان البعض مال لهذا الحال.
ومن ذلك الجنون لهذا الثور الإسرائيلي ما أوردته الأخبار أمس من قصف الطيران الحربي الإسرائيلي ثلاث مرات على التوالي معتقل الخيام في محاولة لتدميره من أساسه ومحوه من الوجود. فهل انتهت الأهداف التي من أجلها شنت «إسرائيل» كل هذا العدوان الشرس وغير المبرر إطلاقا حتى تتجه لهذا المعتقل الذي أقامته إبان احتلالها وسلمته لعملائها، حتى انسحبت عنه مدحورة في 23 مايو/ أيار 2000.
ولم تكتف بذلك حتى ألقت طائراتها 23 طنا من المتفجرات على مسجد تحت التشييد في برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية بدعوى وجود قادة لحزب الله كانوا فيه. فهيجان جنون الثور الإسرائيلي لا يوقفه المسح على رأسه أو تقبيل وجنته، بل لا يوقفه إلا سهام تغرز على جسده تفقده توازنه وتشل حركته وبالتالي تخر قواه، فهو وإن نفث من غضبه واحمرت عيناه فله مدى لا يستطيع أن يجتازه
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1414 - الخميس 20 يوليو 2006م الموافق 23 جمادى الآخرة 1427هـ