لبنان يشتعل... صرخة فزع أطلقتها الفضائيات العربية لدى قصف مطار بيروت... وتصاعدت في الأثناء تحذيرات عربية وغربية من مغبة هذا «الاستهتار» و«التصرف غير المدروس» لحزب الله.
واعتبرت ردود الفعل ذاتها أن من حق «إسرائيل» الدفاع عن نفسها أمام هذا الحزب «الإرهابي»... وفجأة نصبت «إسرائيل» نفسها مسئولة عن مقاومة الإرهاب في المنطقة.
ولذلك كان لابد لهذا الكيان «الملائكي»، أن يفتح واجهتين للقتال، الأولى في فلسطين والثانية في لبنان، وتعلة هذه المواجهات، تجرؤ «حزب الله» على أسر جنديين إسرائيليين، تلك هي الشماعة التي تعلق عليها «إسرائيل» اليوم كل الخروقات والانتهاكات التي تمارسها الآن في لبنان وتستهدف فيها أطفال لبنان ونساءه.
«إسرائيل» في كل ذلك تسعى إلى التأكيد أنها الطرف المعتدى عليه، وفي هذا تجد المساندة المطلقة من الدول العربية قبل الغربية، وتواصل في هذا عربدتها في لبنان باستهدافها سكان القرى والأهداف المدنية، ما يؤكد أن سلوك «الدراكولا» المتعطش دائما لامتصاص دماء الأبرياء هو أساس كل فعل إسرائيلي وأن العقلية التدميرية للجنرالات في «إسرائيل» وحدها تحكم ردود الفعل العسكرية.
وكأني بهم لم يعوا إلى الآن أن لبنان أرض الحياة قدره أن يظل جميلاً على رغم الصراعات، إن هذا السلوك المخرب لم يعط أكله من قبل...
لبنان الحلم الجميل الذي يراود كل مؤمن بالجمال، يحمل في كل ركن منه أدعية صادقة له بالبقاء وبالخلود، ولذلك دائما ما تغلبت هذه الأرض على صراعات ومطامع المتكالبين عليها.
متفرجاً على نشرة الأخبار قال أحدهم: «يبدو أن طيور الموت تغرد في سماء لبنان»... أقول: لا أبدا لن ننعى لبنان، فمهجة النسرين لا تنعى، لبنان قيمة، والقيم تبقى لا تزول أبدا... وإن كان الخصم في هذا «دراكولا» مصاص الدماء الذي يبدو أن دماء الأطفال استهوته...
ما يخيفني حقا في هذه المرحلة هو أن يتحول لبنان إلى وجع آخر تحيكه الأيادي العربية قبل أيادي الصهاينة والأميركان ومن ورائهم حلفاؤهم... أخاف أن تضحى بيروت الحلم ضحية تسبى أمام أولئك المتفرجين عليها بتلذذ الأرواح الشريرة
إقرأ أيضا لـ "سامية الجبالي"العدد 1411 - الإثنين 17 يوليو 2006م الموافق 20 جمادى الآخرة 1427هـ