«أنتم خائنون، أنتم مجرمون، سيسجل التاريخ أنكم أضعتم فلسطين». «إني أحملكم المسئولية بعد أن تركتم جنودي في أوج انتصاراتهم بدون عون أو سلاح».
كلمات خاطب بها الشهيد عبدالقادر الحسيني في العام 1948 بعض حكام العرب وأمين عام الجامعة العربية آنذاك عبدالرحمن عزام، اختصر فيها الواقع المرير الذي عاشته وتعيشه الجامعة، تبدل الزمان ومر نصف قرن ولم يتبدل شيء فيها، هي الخالدة في موقفها المتخاذل والمنبطح.
ما الفرق بين 1948 والآن؟ الوجوه تتغير والكراسي تتبدل والمواقف الرسمية لا تتغير، شئنا أم أبينا، أمر فرض علينا، كلما حاولنا الفرار منه عدنا ووقعنا فيه.
لم يكن المناضلون المخلصون يتكلمون عن مثاليات أو يتحدثون في عالم الخيال، فمن الحسيني بطل «القسطل» حتى السيد حسن نصر الله في عصرنا الحالي، أثبتوا أن الساحة تحتاج إلى مواجهة وتضحية ولكل شيء ثمنه، فسيد المقاومة عندما يخاطب حكام العرب قاطبة «لا أريد أن أسألكم عن تاريخكم فقط كلمة مختصرة نحن مغامرون»، فإنه لا يهزأ أو يستخف لكنه يقول الحقيقة التي يجب أن نصدقها، فهناك في أمتنا العربية من لا يجيد سوى التحدث عن «مدينة أفلاطون» والتشدق بها والعيش على مدحها، لكن حينما تحتاج الساحة لدمه وقلمه تجده أول الفارين من أزيز الرصاص ودوي المدافع، هم في الرخاء يرفعون اللواء وفي البلاء يبحثون عن مأوى.
فالرهان على هؤلاء خسارة وتضييع مزيد من الوقت فـخطاب سيد المقاومة يؤكد هذه الحقيقة «أقول لهم راهنوا على عقلكم وسنراهن على مغامراتنا والله ناصرنا وهو معيننا ولم نراهن في يوم من الأيام عليكم راهنا على الله وعلى شعبنا وعلى قلوبنا وعلى سواعدنا وعلى أبنائنا والنصر آت إن شاء الله». فالأيام المقبلة ستحمل المفاجآت المحفوفة بالخوف والترقب، وستتدخل الجامعة العربية حينما تلوح تباشير النصر لتحاول كبح فرامل الانتصار
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1410 - الأحد 16 يوليو 2006م الموافق 19 جمادى الآخرة 1427هـ