العدد 1410 - الأحد 16 يوليو 2006م الموافق 19 جمادى الآخرة 1427هـ

من يحاصر لبنان؟!

ضياء ضياء الدين comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الحصار الحقيقي الذي يتعرض له لبنان الشقيق ليس من البارجات الحربية الصهيونية، بل من الموقف العربي، الذي وصل اليوم إلى الحديث عن العدوان الصهيوني الغاشم!

حصار لبنان اليوم ليس من الطائرات العسكرية الصهيونية، بل يتمثل في الخلاف والتردد داخل لبنان بدعم المقاومة، فالحكومة اللبنانية والغالبية البرلمانية تبدو اليوم في حيرة من أمرها، وهي تتعامل مع العدوان وكأنها في صراع سياسي مع حزب الله، وليس عدواناً شاملاً على البلد!

حصار لبنان اليوم ليس من الآلة العسكرية الصهيونية الغاشمة، بل من الخذلان الدولي للشعب اللبناني، واصطفاف الدول الكبرى مع الكيان الصهيوني، وتأييدها المطلق له مع هذه الجرائم التي ترتكب.

نعم، لبنان محاصر من كل الجهات، ولكن إصرار المقاومة على الصمود وحفظ كرامة الأمة قد يغير المعادلة كما غيرتها في السابق حينما حررت الجنوب، وأعادت الكثير من الأسرى المحتجزين في السجون الإسرائيلية.

الواضح أن «إسرائيل» تريد الذهاب إلى أقصى درجات المواجهة، وهي بذلك تريد أن تختبر قوة حزب الله، والواضح أنها واجهت ما لم تكن تتوقعه، وهي قد لا تستطيع الذهاب إلى أبعد من ذلك، وليس أمامها إلا التفاوض ووقف عدوانها.

العقلية الصهيونية الحاكمة اليوم لا تؤمن إلا بمنطق القوة واستخدام الآلة العسكرية، وهي تعتقد أن ذلك يمكن أن يفت من عزيمة الشعب اللبناني ويضغط على المقاومة لتوقف عملياتها. وهذا منطق فارغ بالقياس إلى روحية الشعب اللبناني الموالي بشكل كبير للمقاومة وإن اختلفت توجهاته.

ولعل الرهان على إلحاق هزيمة عسكرية ومعنوية بالمقاومة، هو في واقع الأمر المغامرة غير المحسوبة العواقب، وكل من يراهن على هذا الاتجاه فإنه يصف نفسه مع الكيان الصهيوني الغاصب.

ومع فارق العدة والعدد، والجاهزية والتمويل، والإسناد والحماية، فإن المقاومة اللبنانية استطاعت في مرات سابقة قلب الطاولة، وحققت توازن رعب صعباً مع الدولة الصهيونية، وهي اليوم يمكن أن تحقق نصراً إضافياً في صراعها مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.

مع ذلك علينا إن سأل لماذا تحول الموقف العربي من إسناد المقاومة إعلامياً ليصبح متخاذلاً حتى بمجرد بيانات الشجب والاستنكار؟

يبدو لي أن الوضع العراقي قد شحن العالم العربي بصورة غير مسبوقة، وباتت نظرة الزرقاوي المقبور تحكم الكثير من الحكام العرب، وبالتالي فالقراءات تختلف عن السابق وتتجاوز في نظراتها العروبية او الاسلامية

العدد 1410 - الأحد 16 يوليو 2006م الموافق 19 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً