جدد «حزب الله»، بقيادة سليل آل بيت النبوة السيدحسن نصرالله، بيعته لقضية العرب والمسلمين الأولى. وهكذا هم المؤمنون بقضاياهم، السائرون فوق الثرى المنتظرون لقاء ربهم. هكذا هم الموفون بعهدهم إذا ما عاهدوا، المستبشرون، زرافات ووحدانا، بالجنة التي عرفها لهم ربهم.
بشائر طيبات الأخبار انهالت علينا تترى من صوب المجاهد البطل خالد مشعل، بشأن أسر الجندي المحتل... ومن صوب الأبطال الأخيار بجنوب لبنان. وإن من البداهة القول انه ليس من حق أحد كائن من كان أن «يتفلسف» علينا بأن العدو الصهيوني قام بالرد على هذه العمليات النوعية بقبيح الأفعال! وهل أفرج الكيان الصهيوني عن الأسرى (الفلسطينيين أو اللبنانيين أو العرب) أو توقف عن مجازره في غزة، أو توقف إرهابه في سبيل سلامهم المزعوم؟! أخبار تذهل كل صاحب فكرة عن فكرته، وكل صاحبة قلم عن قلمها، ولو وصلت، أو على وجه الدقة أوصلوها، إلى قمم الجبال الشاهقات؛ بالتلميع المحسوب بدقة، وبالفرض الإجباري وإتاحة سقف مرتفع غير متاح لغيرها، واستخدامها كساعي بريد لإيصال الرسائل؛ وإلا فإنه ليس لما تكتبه ما يؤهلها حيازة المجد الصحافي!
سقط القناع عن تزييف المصطلحات، إذ هم يصفون «العمالة» والقبض بالدولار «براغماتية»! ويدبجون مقالات وأعمدة رأي لتغيير المفاهيم والمصطلحات وزرع مفاهيم جديدة في المجتمع البحريني والعربي والإسلامي. مفاهيم ومصطلحات قائمة على التفريط في الحقوق، وتصوير الدفاع عن الأرض والجهاد في سبيل الله «إرهاباً وعملاً سيئاً غير واقعي»! ويطلقون على الشهداء «انتحاريين دب فيهم اليأس من الحياة الدنيا»! ولكن عزاءنا في أبطال «حماس» و«حزب الله»، وبقية فصائل المقاومة الوطنية والإسلامية، في فلسطين ولبنان وبلاد الرافدين.
أثلجت، العمليات النوعية، صدور قوم مؤمنين؛ فماذا عن «هذيان» قوم آخرين؟ يتحدثون بألسنتنا، ويعيشون بيننا، ويوجهون سهامهم لصدورنا وظهور أهلنا في فلسطين، تارة باسم «البراغماتية»، وأخرى باسم الخضوع لآليات الواقع واستشراف المستقبل! ماذا عنهم، هل أثلجت صدورهم هذه العمليات النوعية أم هم غارقون في الحزن على ما أصاب الكيان الصهيوني؟ غاشية وجوههم خيبة تزوير الواقع وتسويق الاستسلام وترويج الذل والمهانة، يندبون حظهم بسبب عجزهم عن إقناع أطفالنا بالتنازل عن قضية الأمة المركزية، والتي دونها منا النفس والنفيس.
«عطني إذنك»...
عزة النفس والكرامة هما «زبدة» الهبة الربانية من لدن العزيز الحكيم لبني البشر... وحتى بين العاشقين الذائبين في أطراف وثنايا بعضهم بعضاً، من أعلى شعيرات الرأس إلى أخمص القدمين؛ هناك عزة نفس وحد أدنى للكرامة يجب المحافظة عليهما. أما غرس الرؤوس في الرمال وتمريغ الأنوف في الأوحال فدونه الرقاب!
الاعتداد والاعتبار يكون بما هو على أرض الواقع، وليس «اختلاق وتلفيق» كلام من الرؤوس «لم تنطق به الألسن ولم ولن تتحدث به النفوس» للتنصل من الوعود ونقض العهود... والأوفياء لا يضيرهم تغير الأزمنة وتباعد الأمكنة واختلاف البشر. فالعهد العهد، والوعد الوعد
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1408 - الجمعة 14 يوليو 2006م الموافق 17 جمادى الآخرة 1427هـ