إن الحوادث التي وقعت في العراق خلال الأيام الأخيرة مثل تفجير سيارة مفخخة وسط سوق شعبية في مدينة الصدر والحوادث المؤسفة التي وقعت في حي الجهاد وراح ضحيتها عشرات الأبرياء بين شهيد وجريح يؤكد بقوة حجم الضعف الذي تعاني منه الجماعات المسلحة وفشلها في عرقلة العملية السياسية، إذ إن ضرب ما يسمى بالأهداف السهلة أو «الرخوة» لا يشكل نجاحا لمنفذيها، فتفجير سيارة مفخخة في سوق شعبية أو تفجير أفران للخبز أو دار للعجزة واستهداف مدنيين عزل في مكان عام، ليست نصرا عسكرياً أو «استراتيجياً» يحسب لهذه الجماعات بل على العكس تماما، فمثل هذه الاعمال تكشف يوما بعد آخر حقيقة «الشعارات» التي تطلقها ولم تعد تنطلي على أحد، وهذا يسرع في فقدانها ما تبقى لها من أنصار ومؤيدين بين هذه الفئة أو تلك.
في المقابل، وخلاف هذه الحوادث التي تستهدف المناطق السهلة، فإن القوات العراقية بدأت تفرض سيطرة واضحة على كثير من المدن، وتفرض سيطرتها الأمنية بقوة وإحكام، آخرها محافظة ديالى التي تعد من أسخن المدن العراقية، إذ أعادت إليها في أيام قليلة الأمن والأمان، كما فعلت الشيء نفسه في محافظة البصرة التي كادت أن تقع في هاوية حرب أهلية.
إن استهداف المدنيين والمناطق المدنية السهلة يهدف إلى التشويش على خطة المصالحة الوطنية لخلط الأوراق مرة أخرى، وعلى الحكومة والأطراف الأخرى أن تنتبه لذلك ولا تنزلق لما يريدون
إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"العدد 1407 - الخميس 13 يوليو 2006م الموافق 16 جمادى الآخرة 1427هـ