العدد 1406 - الأربعاء 12 يوليو 2006م الموافق 15 جمادى الآخرة 1427هـ

أين سينتهي بنا المطاف؟

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

مازالت تطلعات البحريني وأحلامه مكدسة داخل علبة واحدة تبحث عن معجزة ما لفتحها... فلا يستطيع مثلاً أن يستمتع بالبحر الذي يحيط ببلاده، بل ولا يمكنه أن ينفس عن نفسه إذا ضاقت به الدنيا في مساحات خضراء معروفة باسم حديقة أو منتزه بمعناها الصحيح... وان كانت مشروعات تطلق هنا وهناك، لكن لمن يدفع بينما تبقى حدائق المناطق والاحياء السكنية محدودة في الحجم والإمكانات وهي ليست ما نرجوه، لكنها أفضل مما كانت عليه قبل سنوات ثلاث ماضية.

عندما يريد البحريني أن يجول في أرجاء جزيرته الصغيرة التي يقطن منها أربع جزر فقط وواحدة منها التصقت بالأخرى، فأصبحت ثلاثاً بصورة أدق من كثرة الردم الذي اوجد خرابا بيئيا وحتى أن المواطن يكتشف في لحظتها أنه لا مكان له سوى المجمعات التجارية وأماكن إعداد الطعام أو القهوة والشاي... وان كان جاهلاً للصحة أو وعيه محدوداً في هذا الجانب، فترى جموعا ليست بقليلة من الرجال والنساء تكتظ في مقاهي اللمز والغمز القاتلة للوقت والجسد من دون فائدة.

ان المواطن أيا كان طفلاً أم مراهقاً أم شيخاً تراه متجولا في الدائرة ذاتها التي يعيشها وإن لطمته حرارة صيف البحرين فهو إما أن يتحول الى ناسك منطوٍ في منزله هربا من الرطوبة أو يمارس رياضة المشي لعله يخسر وزنه ويجد متنفسا آخر يجدد فيه خلايا جسده.

جزيرتنا كانت جنة خضراء والصور المتوافرة من حقب زمنية بعيدة أو التقطت في مزارع خاصة توضح كيف أن المساحات الخضراء أصبحت شبه مختفية في البلاد وما تبقى أصبح في الغالب الاعم ملكاً خاصاً لا يستطيع المواطن الاقتراب منه أو حتى إلقاء نظرة عليه.

إننا بحاجة إلى عودة الخضرة والماء والسواحل والحدائق الجميلة التي يمكن للمواطن دخولها... فنحن يطلق علينا مسمى ارخبيل من الجزر، ولكن مقومات الجزر نزعت، وأصبح المواطن يبحث عن مكان للنزهة في خارج بلاده. غير أن السفر ليس متوافراً للجميع، فكثير من فئات الشعب من ذوي الدخل المحدود، وهؤلاء كان آباؤهم واجدادهم يستمتعون بطبيعة البحرين ومياهها، ومن حقهم بصفتهم أبناء هذا البلد أن يحصلوا على متنفس قبل أن ينتهي بهم المطاف الى الكآبة داخل منازلهم

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1406 - الأربعاء 12 يوليو 2006م الموافق 15 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً