لقد هالني وفاجأني ما كتبته بعض الصحف المحلية عن خطاب لرمز وطني معروف وهو الأستاذ عبدالوهاب حسين، حتى خلت نفسي أني أقرأ عن شخص آخر غير الذي نعرفه جميعاً ونعرف مساهمته الدائمة ودعواته الكثيرة والمتكررة للسلمية في المطالبة بالحقوق. وكما لا ينكر منصف ما لهذا الرمز من أثر إيجابي فيما نشهده من واقع سياسي وما نعيشه من أمن وطمأنينة، وعندما كانت تنطلق بعض الأفكار غير السلمية على طول فترة الانتفاضة وما بعدها، كان فكر الأستاذ هو الذي يعمل على تهذيبها وإعادتها إلى الأطر السلمية للعمل السياسي والمطالبة بالحقوق.
هالني أكثر أن الكلمة المشار إليها وبالمصادفة الحميدة أني كنتُ ممن حضرها، فقد اشتملت الكلمة على قسمين، قسمٍ لتفسيرٍ ق عن رآنيٍ وحديثٍ مفاهيميٍ عام لا علاقة للأوضاع المحلية به مباشرة، ولا يختلف في مضامينه التفسيرية أي مذهب آخر.
وقسم آخر اشتمل على الحديث المتعلق بالأوضاع المحلية، وقد خرج جميع من حضر بفهم واحد لا لبس فيه لحديث الأستاذ المتعلق بالشأن المحلي، وهو ضرورة المطالبة بالحقوق بالطرق السلمية، وهذا نص كلامه في خاتمة كلامه، وهو ما نشر في بعض المواقع الإلكترونية: «وعليكم أن تسعوا وتبذلوا كافة جهودكم لتوفير كافة الشروط اللازمة لشرعية الحركة ونجاحها وتحقيق أهدافها على الأرض موضوعياً، والزموا الاعتدال وانبذوا التطرف والعنف».
هناك سوء فهم كبير ربما بسبب الابتزاز لفقرات حديث هذا الرمز الوطني، سوء فهمٍ أحاول بهذا المقال تبديده حتى لا يجر إلى إثارة أزمة طاحنة لا مصلحة للبلاد فيها ولا كاسب من ورائها، آملاً من الإخوة الكتاب المحترمين العمل على توحيد الصفوف وتعزيز اللحمة الوطنية والتآلف بين القوى والأطياف المختلفة.
إن متابعتنا لخطابات وخطوات الأستاذ العزيز عبدالوهاب حسين على مدى أكثر من عقدين من الزمان كانت ومازالت تؤكد الأطر السلمية للمطالبة بالحقوق وهو ما يشهد به جميع المنصفين، ولا يدعي أحد غير ذلك إلا وقد جانب الحقيقة
العدد 1405 - الثلثاء 11 يوليو 2006م الموافق 14 جمادى الآخرة 1427هـ