العدد 1403 - الأحد 09 يوليو 2006م الموافق 12 جمادى الآخرة 1427هـ

مجرد تغطية لجرائم الصهيونية

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

الحرب الإعلامية التي يشنها الغرب هذه الأيام على ما يسمى بخطر الإرهاب العالمي الغرض منها في الواقع إلهاء الناس ولفت الأنظار عما يجري في الأراضي الفلسطينية من مذابح يندى لها الجبين. ففرض على العالم أن يتذكر تفجيرات لندن التي وقعت العام الماضي، إذ تم تبادل خطابات المواساة الرسمية على مستوى الدول والحكومات، ووضعت أكاليل الزهور على محطة كينغ كروس.

وبالتزامن مع ذلك أطلق مسئولون أميركيون ولبنانيون خبطة أمنية مفادها أن السلطات الأميركية أحبطت مؤامرة كبرى لشن هجوم على وسائل النقل العام في نيويورك وهو ما أدى إلى اعتقال تسعة أشخاص أحدهم في لبنان، زعم أنه اعترف بضلوعه في الهجوم الوشيك. كل هذه الزوبعة المفتعلة لا تزال في مرحلة التخطيط والمتورطون فيها لم يقوموا بأية أعمال استطلاع ولم يحصلوا على أية مواد لتنفيذ الهجوم. وبشهادة مسئولي مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي لم يطأ أي من المشتبه بهم أراضي الولايات المتحدة.

المشتبه به الذي اعتقل في لبنان ذكر أنه يدعى عاصم حمود ويلقب بالأمير الأندلسي، وأنه كان «ينوي» السفر إلى باكستان خلال مدة قريبة لإجراء دورة تدريبية مدتها حوالي أربعة أشهر، في إشارة إلى محاولة التدرب على المتفجرات. بيد أن هذا الحكي فيه نظر بدليل أن الصور التي بثتها قناة «الجزيرة» من داخل منزل أسرة الأندلسي وهو أستاذ بالجامعة الأميركية، لا يبدو فيها أنه كان متدينا كما هو حال المتطرفين بل من الممكن أن نطلق عليه غير ملتزم دينيا. فالصور تظهره يعاقر الخمر، ويلهو مع صديقاته على شاطئ البحر وما إلى ذلك. أما لقبه بالأمير الأندلسي فهو وفقا لما يعتقد بعض معارفه جاء كناية عن ثرائه.

وعموما الهجمة الإعلامية جاءت عشية ذكرى تفجيرات لندن لتكون تعزية تضامنية مع الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب ولتقول للجميع إنه لا أحد بمنأى عن خطر التطرف الإسلامي. ليس هذا فحسب بل تزامن الإعلان مع التصعيد الإسرائيلي في غزة حتى ينشغل الرأي العام العالمي عن متابعة سيل الدماء التي تجري هناك علاوة على محاولة للتخفيف من صيغة القرار العربي الذي قدم في مجلس الأمن لإدانة «إسرائيل» ولجمها.

إن الحملة الإعلامية هذه وراءها دوافع أخرى منها محاولة إقناع الرأي العام الأميركي بضرورة البقاء في العراق وأفغانستان وبالتالي جمع مزيدا من الأموال لتغطية نفقات الحرب، ولإسكات المتظاهرين الذين استباحوا محيط البيت الأبيض بشعاراتهم الداعية إلى عودة الجنود الأميركيين ووقف الجرائم الإسرائيلية. كما أن المدن الأميركية، نيويورك وميامي مثلا تتلقى أموالا طائلة من المركز بشأن الأمن فهي تريد أيضا تبرير إنفاق هذه الأموال من خلال اكتشاف مؤامرات مزيفة. ولكن من المؤسف أن تجر دولنا ووسائل إعلامنا إلى هذه الزفة من دون وعي وإدراك لمضمونها ما يثبط همم مجتمعاتنا في التضامن مع المنكوبين المستضعفين جراء إرهاب الدول الكبرى و«إسرائيل»

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 1403 - الأحد 09 يوليو 2006م الموافق 12 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً