لاتزال بعض الوزارات تحمي الفاسدين من المنتمين إليها، وتسخر من أجل ذلك كل الإمكانات المتاحة، ولعل أجهزة العلاقات العامة في بعض الوزارات هي الأداة الأولى التي يستخدمها كبار الفاسدين لحماية أبنائهم من صغار الفاسدين حتى ينعم الاثنان بنعمة الأمان خلف أعين الرأي العام والمجتمع.
لا تفسير لوقوف كبار المسئولين من الفاسدين في صف أمثالهم صغار المسئولين أو حتى الموظفين، إلا تفسير واحد، وهو حماية القشة التي قد تقصم ظهر البعير لو حلت عليه.
في كثير من الأحيان يعتبر التستر على الجريمة أكبر من الجريمة نفسها، لأن الجريمة حالة فردية يعيشها المجرم، وإن يتسبب بها في إضرار المجتمع أحياناً، بينما التستر على الجريمة حالة مجتمعية، تشجع المجتمع كله على الجريمة والفساد.
المتسترون على الفاسدين أكثر فساداً، والمدافعون عن المجرمين أكثر إجراماً، وهذه هي المعضلة الحقيقية التي تحاصر كل مشروعات الإصلاح في هذا الوطن أو غيره من الأوطان التي يتكاثر فيها المفسدون، كتكاثر الجرذان في الغيران، ولا يمكن أن يولد الجرذ إلا من فأرين كبيرين بلغا أشدهما فولدا! وعندما يصفو لهما الجو سيلدان ويلدان إلى أن يزيد عدد الفئران على عدد بني الإنسان، وهذا هو الغالب على المجتمعات التي يتوالد فيها المفسدون خلف جدران التستر
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1402 - السبت 08 يوليو 2006م الموافق 11 جمادى الآخرة 1427هـ