درجات الحرارة هذا الصيف تفوق الأربعين، ما يجعل خروجنا من المنزل للنزهة أو التسوق أمراً صعباً، إن لم نقل يندرج تحت مظلة المستحيلات، ولكن ما السبيل لأن نرى العالم الخارجي ونقتني احتياجاتنا اليومية ونحن في منازلنا؟
الإنترنت هي السوق العالمية الرائعة التي يمكننا فيها مقارنة الأسعار بدلا من الخروج إلى الشارع والبحث في المحلات؛ فيمكننا شراء كل شيء تقريباً من أي مكان على الأرض، وفي أي وقت، صباحاً أو مساء، من دون أن نترك منازلنا؛ إذ نتجول بين المواقع المختلفة التي تضمن السلعة التي نريد شراءها فنحصل على ما نريده تماما بأفضل الأسعار والمواصفات.
فالتسوق الإلكتروني يعد من أحدث الأساليب التجارية، والتي تعتمد على شبكة الإنترنت... إذ يقبل ملايين الناس على التسوق بانتظام مستخدمين أجهزة الكمبيوتر الشخصية، كما أن الشركات أخذت تتوسع في مجال التجارة معتمدة على الشبكة كأحد الروافد لعائداتها، لقد أصبحنا نرى اليوم شركات تنحو هذا المنحى بدءا من الشركات الصناعية العملاقة مرورا بالمتاجر الكبرى، وانتهاء بالمحلات التجارية الصغيرة، وفي غضون السنوات المقبلة ربما تكون الطريقة الوحيدة للشراء هي الشراء عبر الإنترنت بما تتسم به من سهولة وبساطة للشراء على رغم تخوف الكثيرين من مخاطرها المحتملة.
فمن أبرز أسباب العزوف عن التسوق الإلكتروني الخوف من سرقات بطاقات الائتمان، أو أذى المخربين وفيروسات الكمبيوتر والقرصنة والنصب، أو التعود على الشراء العادي وأيضاً عدم الثقة بكل المواقع التجارية على الشبكة، لذلك يفضل الكثيرون دخول الشبكة للاطلاع لا للشراء، فلايزال صناع التكنولوجيا عاجزين أن يجعلوا عمليات الشراء عبر الإنترنت سهلة وتتمتع بالشفافية على رغم اعتماد غالبية المواقع التجارية على الأنظمة المتطورة في مجال الأمن مثل القيود التي تفرضها على مستخدم بطاقة الائتمان، فالمتسوقون عند نقرهم على زر «اشتر» لا يشعرون بالأمان نفسه، الذي يتوافر لديهم عند الدفع نقداً أمام خزينة البائع، فإلى متى يظل المستخدم للإنترنت في انتظار تباشير عهد التسوق الإلكتروني الآمن؟
العدد 1400 - الخميس 06 يوليو 2006م الموافق 09 جمادى الآخرة 1427هـ