ظهر المنتخب الإيطالي الأول لكرة القدم بأداء قوي في مباراته الأخيرة في الدور ربع النهائي أمام المنتخب الأوكراني وتمكن من الفوز عليه صفر وسط تألق هداف الدوري الإيطالي لوكا توني الذي سجل هدفين في المباراة.

وعلى رغم أن المنتخب الأوكراني لم يكن ذلك المنتخب القوي إلا أن الفوز العريض لإيطاليا أثبت قوة الأخير ورغبته في بلوغ النهائي والمنافسة القوية على اللقب، إذ لم نعهد من إيطاليا هذا الفوز العريض منذ أكثر من عشر سنوات ربما. فالمعروف عن الإيطاليين الفوز بفارق هدف واحد أو هدفين في أفضل الأحوال وبشق الأنفس إلا أن فوزهم المريح على أوكرانيا وفي ظل التشكيلة وطريقة اللعب الجديدة التي اتبعها المدرب الإيطالي ليبي ربما قادت الأخير إلى الوصول إلى الخلطة السحرية التي افتقدها الطليان على مدى السنوات الماضية.

إيطاليا في المباراة الأخيرة لعبت بطريقة في ظل وجود بوفون في الحراسة وكانافارو وباروني في قلب الدفاع وزامبروتا في الظهير الأيمن وغروسو في الظهير الأيسر، وفي وسط الملعب كل من الفنان بيرلو والمقاتل كاتوسو، وعلى الجهة اليمني كاموناريسي وعلى اليسرى ديروتا ولعب أمامهم المتألق توتي وأمامه الهداف لوكا توني.

هذه الطريقة سمحت لإيطاليا بالسيطرة على وسط الملعب مع الاعتماد على الهجوم السريع من خلال التمريرات الطولية وليس العرضية التي سببت في انتقالهم السريع من الدفاع إلى الهجوم. إيطاليا نجحت إلى حد كبير بهذا الأسلوب خصوصا في ظل تألق المهاجم لوكا توني أكبر هدافي الدوري الإيطالي طوال تاريخه والوحيد الذي تجاوز الـ هدفا في موسم واحد، توني وجد نفسه أخيرا بعد أن ضاع في مباريات الدور الأول وكذلك توتي الذي هندس وسط الملعب بشكل مميز في ظل الانطلاقات القوية لزامبروتا ودوراسو إلى جانب ديروتا وكاموناريسي.

ليبي جرب خلال البطولة أكثر من طريقة لعب وأكثر من تشكيلة إذ لم تثبت في تشكيلة ليبي إلا خمسة لاعبين فقط، هم الحارس بوفون والمدافع كانافارو والظهير الأيسر غروسو وفي وسط الملعب بيرلو وديروتا وفي الهجوم جيلادردينيو الذي استبعده المدرب أيضا في المباراة الأخيرة.

طرق لعب ليبي اختلفت من مباراة إلى أخرى إذ لعب في بداية البطولة بطريقة لعب في ظل وجود جيلاردينيو ولوكا توني في الهجوم وخلفهم توتي كرأس مثلت، قبل أن يستبدله بدلبييرو في مباراة الدور الـ إلا أنه لم يؤد بالصورة المطلوبة أيضا.

مستوى المنتخب الإيطالي في تصاعد مطرد ما يشكل خطرا حقيقيا على المنتخب الألماني المضيف في مباراة اليوم وخصوصا في ظل التكتيك العالي الذي يلعب به الفريق وقدرته على التحول السريع إلى الهجوم مع دفاع قوي بل حديدي ومنظم إلى حد كبير ومن الصعوبة إيجاد أي ثغرة فيه.

مباراة اليوم ستكون قمة حقيقية بين الفريقين وخصوصا أن المنتخب الألماني المضيف لن يقبل بأقل من التأهل للنهائي في حين أن الطليان يتطلعون إلى لقب رابع غائب عنهم منذ العام .

إيطاليا جاءت من بعيد ومن دون ترشيحات كبيرة لتصعد بمستواها الفني من مباراة إلى أخرى وصولا إلى أعلى المستويات في مباراة اليوم، إلا أن الخصم الذي يواجههم هو أقوى فرق البطولة حتى الآن وأكثرهم حماسا واندفاعا في الملعب، فإلى من تكون الغلبة ياترى؟