العدد 1397 - الإثنين 03 يوليو 2006م الموافق 06 جمادى الآخرة 1427هـ

من الكويت إلى البحرين

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

هناك أصوات ذكورية تتشبث بشعارات احترام الحريات العامة إلى ضرورة سن الديمقراطية في دول المنطقة العربية، لكنها في الواقع لا تطبق ذلك على المرأة... الزوجة والأم والأخت والابنة والجدة، فهي تفرض على جميع هؤلاء قوانين تمييزية بحجة هذا وذاك، على رغم انها للأسف واقعة تحت تأثير الأفكار والعقليات التي تتستر تحت غطاء الفكر العقائدي، وهو ما يتجلى بصورة واضحة في عملية إدلاء المرأة بصوتها في الانتخابات البلدية والنيايبة، كما حدث مع تجربتي البحرين سابقا ومنذ أيام قليلة في الكويت.

وهي صورة متناقضة لا تتناسب مع عقلية الإصلاح التي تنادي بها رموز الحركات التجديدية بالمنطقة خصوصاً أن غياب وعي المرأة بحقوقها مسألة مطاطة، إن لم تكن محسومة من قبل الرجل على رغم زيادة أعداد النساء في سوق العمل، إلا أن أجورهن وأوضاعهن مازالت أسيرة للرجل في كثير من الأحيان.

ان الاصوات النسوية غير المتطرفة في أفكارها مازالت ليست بالشريحة الكبيرة في مجتمعاتنا الخليجية ومساهمتها في حال تكثيفها ستدعم نشر ثقافة الانتخاب والعملية السياسية، التي هي في نهاية الأمر في غاية الاهمية... وستختار المرأة متى تعطي صوتها ولمن، وأيضاً ستختار المرشح الذي يدافع عن الحقوق، فإعطاء الصوت «قيمة كبرى» لا يمكن الاستهانة بها تحت تهديد الرجل الذي لا يريد أن يخسر في معركة تؤدي إلى مناصفة دوره مع المرأة في العمل البلدي أو النيابي.

إن نجاح العملية السياسية ليس مرهونا بنجاح الرجل أو المرأة أو بفئة من دون أخرى بقدر ما هو مرتبط بمشاركة الجميع نساء ورجالا بمختلف انتماءاتهم ومذاهبهم، أي أن الحس الوطني هو الذي يجمعهم كما حدث في حقبة التسعينات في البحرين على سبيل المثال. لذلك فإن التوجه لا يقتصر على دعم المرأة للمرأة، لكنه مطلوب في البرامج التي تنصب لصالحها وخصوصاً ان المرأة تساهم في توفير العامل الاقتصادي لأسرتها، وهي بالتالي لابد أن تبحث عن البدائل التي قد تدعم نشاطها ودورها في المجتمع. ومع تطور دور المرأة فانها ستحتاج الى دعم من نوع مختلف مثل توفير الحضانات في المؤسسات العامة والخاصة التي لن يفكر بها المرشح الرجل. فعلينا اليوم أن نتعلم ان مطالبنا وحقوقنا كنساء لن يأخذها الرجل في الاعتبار إذا تعارضت مع مصالحه ودوره في المجتمع. وهنا لابد أن نعي أن أصواتنا كنساء يجب ان لا تذهب سدى وان علينا ان نمنع الاستخفاف بدور المرأة بعد النضال والصراع المرير الذي مرت به مجتمعاتنا، فهل نصوت لما هو في صالح المرأة ولقناعاتها لا لقناعات الرجل في انتخاباتنا المقبلة؟

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1397 - الإثنين 03 يوليو 2006م الموافق 06 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً