العدد 1397 - الإثنين 03 يوليو 2006م الموافق 06 جمادى الآخرة 1427هـ

الشباب والعولمة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

بدأت منذ الأحد الماضي ( يوليو/ تموز الجاري) فعاليات مؤتمر الشباب العربي الخامس الذي تنظمه إدارة شئون الشباب بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة تحت شعار: «الشباب والعولمة»، ويستمر حتى من الشهر الجاري، في محاولة لفهم ظاهرة العولمة وأبعادها للشباب العربي من خلال تناول محاور مهمة مثل «العولمة والسياسة» و«العولمة الاقتصادية» و«العولمة والتقنية» و«العولمة الثقافية»... إلخ.

ويعتبر اختيار المحاور للمؤتمر موفقاً، والأمل في أن تناولها يبتعد عن التهويل ويقترب إلى واقع العصر الذي نعيش فيه. فبعض العرب يرى أن مفهوم العولمة ما هو إلا «غطاء للسيطرة على المسلمين»، وأن أميركا تسعى إلى الاستحواذ على منطقتنا تحت عناوين مختلفة. وقد طرح البعض تنظيرات لمقاومة العولمة من خلال «العودة إلى الإسلام»، معتبراً أن العولمة ما هي إلا «طاغوت» يدعو إلى «مركزية الغرب».

من جانب آخر، يرى خبـراء أن «الهند استفادت كثيراً من العولمة»، ويشيرون إلى «أن الذين يعارضون ظاهرة العولمة قد أخطأوا في بعض النظريات، إذ اعتقدوا أن العولمـة تعتبر سلبية وأنها لا تتضمن أية نقاط وجوانب إيجابيـة»، ويستدلون بذلك على الهند التي «استطاعت أن تستفيد وبدرجة كبيرة من ظاهرة العولمة وخصوصاً الاقتصادية». وعليه، فإن الهنود سعداء أكثر من العرب بالحديث عن العولمة؛ لأنهم استطاعوا تجاوز السلبيات وركزوا على الإيجابيات، وتمكنوا من زيادة نمو بلادهم الاقتصادي من , في المئة سنوياً إلى في المئة سنوياً. وفي الشهر الماضي صنف المعهد السويسري (كوف) الدول في مؤشر «العولمة» معتمداً على معلومات وبيانات صدرت ما بين و. وبحسب ما ورد في وكالات الأنباء، فإنه يتم احتساب المؤشر الكلي للعولمة عن طريق ثلاثة مؤشرات تقيم العولمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. العولمة الاقتصادية تقيس حصة التجارة من إجمالي الناتج المحلي والاستثمارات الأجنبية المباشرة واستثمارات الأوراق المالية والعوائق التي تواجه عمليات الاستيراد. ويقيس مؤشر العولمة الاجتماعية حجم المكالمات مع العالم الخارجي والخدمات والدخل وحجم تدفق السياح الأجانب ونسبة الأجانب من إجمالي السكان وبيانات عن تدفق المعلومات وعدد مستخدمي الإنترنت والمشتركين في خدمات الكيبل وعدد الصحف المحلية ومحطات الإذاعة وبيانات عن التقارب الحضاري. أما العولمة السياسية فتعنى بقياس عدد السفارات في الدولة والعضوية في المنظمات الدولية والمشاركة في مهمات مجلس الأمن بما في ذلك عمليات حفظ السلام. وفي مطلع مايو/ أيار الماضي انعقد مؤتمر في العاصمة الأردنية تحت عنوان: «العولمة وانعكاساتها على العالم الإسلامي في المجال الاقتصادي والثقافي والاجتماعي»، استعرض الاتهامات المتعددة الموجهة ضد العولمة، على أساس أنها «منظومة قيمية فلسفية يفرضها الغرب من خلال آليات هيمنته على العالم».

على أنه ومهما كانت السلبيات التي تذكر، فإننا قد نغفل عن الإيجابيات التي لم يغفل عنها الهنود، وبذلك استفادوا من العولمة. فالعولمة توفر فرصة لنا جميعاً لأن نتفاعل حضارياً وندخل ساحة الحوار العالمي ونستفيد من سرعة انتقال المعلومات والمال والتكنولوجيا والأفراد والبضائع بما يحرك النقاش باتجاه آخر. فدبي مثلاً نقلت العولمة إلى الاتجاه المعاكس، وقد خافت منها أميركا أخيراً ومنعت «شركة موانئ دبي العالمية» من تشغيل موانئ أميركية بعد أن تمددت في كل أرجاء الدنيا.

ربما اننا دائماً نشكك ونهوّل، وبالتالي نحرم أنفسنا من الفرص التي يوفرها لنا عصرنا، ونحن نعيش في بيئة معولمة، وسواء شئنا أم أبينا فإن علينا أن نعيش في هذه البيئة ولا نهجرها إلى مناطق مجهولة. إذا كان الهنود يستطيعون تجاوز السلبيات (من خلال التركيز على الإيجابيات) فما الذي يمنعنا من انتهاج هذا الأسلوب؟

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1397 - الإثنين 03 يوليو 2006م الموافق 06 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً