العدد 1396 - الأحد 02 يوليو 2006م الموافق 05 جمادى الآخرة 1427هـ

قصة نجاح الطالب المفصول

علي نجيب ali.najeeb [at] alwasatnews.com

منوعات

قصة قديمة رواها لي والدي ضاعت معظم تفاصيلها، إلا أن فكرتها ومضمونها لايزال في ذاكرتي، واعتقد أن بإمكاني أن أنقل المعنى الأساسي من خلال سرد ما تبقى لي من حوادثها.

وعلى طريقة حواديت الجدة نحكي، إذ يحكى أن هناك طالباً بحرينياً يدرس في جامعة البحرين قبل تسميتها باسمها الحديث، وكان ذلك خلال أولى السنوات التي تم فيها إدخال الحاسوب إلى الجامعة ليتم استخدامه في عملية التدريس، وكان صاحبنا بطل القصة الذي لا أتذكر ماذا كان اسمه، يتردد على مختبرات الحاسوب ويعبث بفضول علمي في الأجهزة، من دون أن يعي سر ذلك الارتباط الذي يجمعه مع هذا الجهاز. لكم طبعاً أن تتخيلوا ما كان يحدث حينما ضبط وهو يعبث في أزرار الحاسوب آنذاك، وخصوصاً أن كلفة الجهاز الواحد كانت تفوق قيمة خمسة أجهزة حاسوب في وقتنا الحاضر، إذ تم تعنيفه وبشدة بسبب هذا السلوك، وأخذ إنذاراً أكاديمياً يفصل بعده فيما لو أعاد الكرة. نختصر الموضوع لنصل إلى نواة القضية، فقد ضبط للمرة الثانية، ويا لها من كارثة، إذ فصلته إدارة القسم فصلاً نهائياً من الجامعة من دون أن تكترث بمبرراته.

يأتي الفصل المشوق بعد ذلك، إذ إن صاحبنا وأثناء وجوده في أحد معارض الحاسوب التي كانت من الحوادث المثيرة آنذاك، أخذ يعبث بأسلوبه البدائي في الأجهزة المعروضة، من دون أن يلحظ وجود أحد العارضين وهو واقف على مقربة منه يراقب عبثه في الجهاز، فتقرب منه أكثر، وأخذ يجاذبه أطراف الحديث ليتعرف مصدر خبرته في الحاسوب، وتفاجأ بما سمع من الحوادث التي واجهت صاحبنا، وأيقن أن في داخل هذا الشاب موهبة بحاجة إلى رعاية أكبر، فأخذه معه إلى فرنسا حيث يعمل، وتم إعطاؤه دورات تدريبية، ثم توظيفه في قسم البرمجة، مع كل الامتيازات التي قد يحلم بها من المعاش المرتفع حتى علاوات السفر السنوية وعلاوات تدريس أبنائه.

القصص الكلاسيكية المعتادة تنتهي عند هذا الحد بـ (عاش في تبات ونبات)، إلا أن النهاية لم تحن بالنسبة لموضوعنا على الأقل، فهذا الشاب البحريني الذي لا نعلم إلى أي المناصب وصل في فرنسا، تنطبق قصته على الكثير من الشباب البحريني و الطلبة الذين تضيع مواهبهم وإبداعاتهم ضمن النظرة السطحية المعتادة، وعدم المبالاة لما يبدونه من اهتمامات وميول في صغرهم، وبذلك فإن عشرات المواهب والطاقات الشبابية تضيع هباء كل عام بسبب شغلهم في مقاعد دراسة لا تناسب ميولهم (تماشيا مع خطة بعثات الوزارة)، أو تقمع مواهبهم عبر الروتين الإداري وعدم وجود مؤسسات واضحة الأهداف ترعى المواهب الشابة وتنميها وفق البيئة المناسبة

إقرأ أيضا لـ "علي نجيب"

العدد 1396 - الأحد 02 يوليو 2006م الموافق 05 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً