لأن أمه تعمل في مكاتب وزارة التربية والتعليم! ولأن لها علاقة بالمسئولين في الوزارة، استطاعت هذه المرأة «الواصلة» أن تغير درجة ابنها من , إلى في المئة. ولدها الذي سقط في الرياضيات، وفي العلوم، واللغة الإنجليزية، وحتى في اللغة العربية، كان من الضروري أن ينجح في واحدة من عثراته الأربع، حتى يتمكن من إعادة المواد الثلاث، ليتحرك النفوذ في امتحانات الإعادة وينجح «الولد المدلل» وهكذا إلى أن تنتهي سنوات الدراسة سنة بعد سنة، و«اليد الطويلة» التي استطاعت رفعه من فصل إلى فصل تستطيع غدا أن توفر له البعثة المناسبة، أو الوظيفة اللائقة، وأما المجتهدون التسعينيون من عديمي «الواسطة» فتنتظرهم أولويات وقوانين، واستمارات لا حصر لها، ويكون حظهم جيدا إذا حصلوا بعثة لرغبتهم الأخيرة! هذه المرأة بعد أن حصل ولدها على شهادة نهاية العام موقعة من قبل مدير المدرسة، ومكتوب في خانة النتيجة: راسب (معيد)، لم تحتج إلى أكثر من زيارة واحدة للمدير الفاضل المحترم، حتى تصدر شهادة أخرى لابنها موقعة أيضا من قبل مدير المدرسة، ولكن كتب فيها هذه المرة: (دور ثاني)! وقدم «الولد المدلل» الدور الثاني ونجح!

لم تكن هذه القصة إلا مثالا واحدا، لاستشراء داء النفوذ حتى في حرم المدرسة، والعجب كل العجب من هذا المدير الفذ الذي ارتعدت فرائصه من موظفة في وزارة التربية، فماذا لو اتصل به مسئول؟ ربما يلغي الامتحانات برمتها