العدد 1395 - السبت 01 يوليو 2006م الموافق 04 جمادى الآخرة 1427هـ

المونديال وسوق عكاظ!

عبدالرسول حسين Rasool.Hussain [at] alwasatnews.com

رياضة

على رغم ان قطار مونديال وصل إلى محطاته الاخير فإن اللافت هو غياب المستويات العالمية الكبيرة والمباريات الاستثنائية التي لا تظهر عادة سوى في بطولات كأس العالم.

صحيح أن كأس العالم هي أشبه بـ «سوق عكاظ« المعروفة بتنوع مبيعاتها في التاريخ والتراث والعربي، وذلك من حيث انها تضم أقوى ونخبة المنتخبات العالمية ونجومها التي تفرز مختلف المدارس الكروية ما بين المهارة اللاتينية والقوة الاوروبية والقوة الممزوجة بالمهارة لدى بعض المنتخبات وبالتالي على المشاهد ان يختار ويتنوع في متابعة كل ما يشفي غليل عينيه على مدى مباراة خلال «شهر المونديال».

وفي المونديال الحالي مازلنا كمحايدين نتطلع إلى مشاهدة مستويات فوق العادة في المباريات القليلة المتبقية وخصوصاً من الفرق الكبيرة التي لم تقنع الكثيرين حتى الآن على رغم انها فرضت تفوقها بالوصول إلى الادوار النهائية.

واللافت أن هناك فلسفة جديدة بدأت تتجسد داخل المنتخبات الكبيرة ومدربيها تنص على ان النتيجة اهم من المستوى وهو ما اكده مدرب البرازيل كارلوس باريرا رداً على منتقدي اداء فريقه: «ان التاريخ يخلد النتائج والانتصارات ولا يعترف بالمستويات».

ومن هذا المنطق لاحظنا اتجاه المنتخبات الكبيرة للتعامل بلغة الواقعية في مبارياتها وتطبيق مقولة عربية «اللي تغلب به ألعب به« من دون الاهتمام بالمستويات الفنية والمتعة الكروية للجماهير كما كان سابقاً لدرجة ان البعض راح يتحسر على خروج منتخبات صغيرة مثل ساحل العاج وكوريا الجنوبية من الدور الاول وتمنى صعودها قياساً على مستواها!

وربما وجد الكبار العذر والغاية التي تبرر الوسيلة وهو ان الاداء الواقعي والحذر وهز الشباك هو الطريق الاضمن نحو الانتصارات وإسعاد جماهيرهم وينقذ رؤوس مدربيهم، إذ ادرك البرازيليون ان الاداء الساحر لمنتخبهم الخيالي في مونديال لم يكن مقنعاً وكافياً لاسعادهم وعشاقهم فخرج الفريق من دور الثمانية على يد ايطاليا، وبعدها لاحظنا التحول في الفلسفة الكروية البرازيلية من منطق المتعة إلى الواقعية خلال الـ عاماً الاخيرة لدرجة أن عشاق البرازيل مازالوا ينظرون اليها بعيون السبعينات والـ .

ولا يختلف الحال بالنسبة إلى بطلة مونديال فرنسا وهي تجد نفسها تخرج مبكراً من مونديال من دون أي هدف وتعثرها امام منتخبات مغمورة وهو ما انطبق ايضاً على الارجنتين وايطاليا فوجدناها تتعامل بمنطق مختلف في لقاءات مونديال وهو ما ساهم في بلوغ الكبار الادوار النهائية.

ولم يقتصر الامر على الفرق بل امتد إلى النجوم الكبار الذين مازال غالبيتهم غائبين وآفلين عن بزوغهم المعتاد، حتى وصل حال بعضهم إلى الحاضر الغائب مثل البرازيلي رونالدينهو والفرنسيين زيدان وهنري والايطالي دل بيرو الامر الذي يوحي بأن النجوم افلت وذابت وسط الاسلوب الواقعي للفرق

إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"

العدد 1395 - السبت 01 يوليو 2006م الموافق 04 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً