استطاعت حركة البرتقاليين الكويتية أن تغيّر مجرى مياه الخليج باتجاه مغاير يعبّر عن مستقبل سياسي جديد لشكل ومستقبل الكويت من خلال ما حصدته الغالبية من رموز المعارضة للمقاعد البرلمانية هناك. إن ما تحقق في هذا البلد الخليجي لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة لسلسلة من التجارب التي تمخضت وتبلورت في تطور الحراك السياسي عند أهل الكويت. إن عدم فوز المرأة في هذه الانتخابات لا يعبّر بالضرورة عن النظرة الدونية إليها كما يفضل البعض تفسيرها لمعتقدات وموروثات اجتماعية تبادلوها على سبيل النكتة والمزاح... بل أوضحت من حيث نتائج الانتخابات أن هناك دوائر تنافست فيها أكثر من سيدة وكل منهن حصدت أصواتاً لا بأس بها في بداية الطريق.

لقد فاز الإصلاح في الانتخابات الكويتية كما فازت المرأة بمشاركتها في اختيار مرشحيها، رجلاً أو امرأة، وساهموا بذلك في الفوز الكبير الذي حققته الحركة البرتقالية... فالملاحظ أن المرأة كانت تلعب دوراً بارزاً في كل الاتجاهات في الإضفاء على بيئة الانتخابات جواً مختلفاً عن السابق وحتى مقارنة بالبحرين التي سبقتهم في ذلك، وخصوصاً أن إبداعات المرأة كانت واضحة في أساليب الطرح من برامج وحملات انتخابية منظمة، حتى يكاد المرء يتصور أن تجربة هؤلاء النسوة تجاوزت عقوداً من الزمن، على رغم أننا نعلم أنها فقط فترة وجيزة منذ أن تقرر دخول النساء في اللعبة السياسية.

إن البرتقاليين أمامهم خيارات عدة لكي يمارسوا حقهم الدستوري في تمثيل من أوصلهم إلى مقاعدهم، وعلى رغم أن التحديات صعبة غير أن الكويت قد تدخل في أزمة سياسية أخرى، فمن المتوقع أن يبدع النواب بالعمل بمواد الدستور والإصرار على تحقيق الأهداف التي طرحوها أمام الناس.

ولعل تصريح أحد الأكاديميين الكويتيين يوضح ما حدث خلال اليومين الماضيين، عندما قال: «هذا برهان على أن الشعب يريد التغيير»، مشيراً إلى أن الأجندة الإصلاحية نشطت الحياة السياسية في الكويت وأصبح الجميع من مختلف الاتجاهات محاسباً ما على يقوله ويقدمه إلى المجتمع.

وكذلك ما قالته المرشحة عائشة الرشيد من أن « سنة من نضال المرأة اختزل في شهر واحد في التحضير للانتخابات، وإن هذه تجربة جيدة أفدنا منها، لكن الظروف غير مهيأة للمرأة»، يعبّر عن واقع غير سيئ ويبشر بالخير للكويت والمنطقة أجمع. لقد شكل النساء في المئة من الناخبين والتصويت كان قوياً ولم يكن بالخسارة كما جاء في بعض التقارير الصحافية التي لم تنظر إلى تجربة الكويت بنظرة واقعية... فهنيئاً للكويتيين وعقبال البحرينين...