قرر الحزب الحاكم في اليمن استئناف أعمال مؤتمره الاستثنائي أمس الأول، بعد أن فشل في «إقناع» الرئيس علي عبدالله صالح على مدى اليومين الماضيين بالعدول عن قراره عدم الترشح لولاية رئاسية جديدة.

ورفع صالح خلال هذه الجلسة «الحاسمة» وتحت ضغط الشارع «المدفوع بإرادته» الحظر عن ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبل، والمقرر أن تجرى في سبتمبر/ أيلول المقبل.

وكان صالح الذي يحكم اليمن منذ العام جدد تأكيده أنه لن يترشح لولاية جديدة من سبع سنوات. وقال في خطابه الافتتاحي «أريد أن أسلم السلطة... دعونا نتبادل السلطة وبطرق ديمقراطية وحرية مطلقة».

ويرى مراقبون أن معظم الحكام والرؤساء العرب لم يصدقوا في وعودهم من مصر إلى الجزائر ومن تونس إلى سورية، إذ سبق رؤساء تلك الدول أن تعهدوا بعدم البقاء في السلطة لأكثر من فترة رئاسية ثم تراجعوا عن وعودهم بزعم الاستجابة «للضغوط الشعبية المزيفة» أو عبر «تمثيليات سياسية مصطنعة» يقوم بها المستفيدون والمنتفعون من بقاء هؤلاء الزعماء في مواقعهم.

ففي مصر ترى مصادر من المعارضة أن الرئيس حسني مبارك يأتي في مقدمة أكثر الزعماء العرب تراجعاً عن وعوده التي قطعها على نفسه. وتعهد مبارك عندما تولى الرئاسة بأن يترك الحكم بعد انتهاء مدته الرئاسية التي تبلغ سنوات طبقاً للقانون المصري، إلا أنه استمر في منصبه إلى عاماً.

وفي لبنان رفض الرئيس إميل لحود التخلي عن منصبه الذي قضى فيه مدتين متتاليتين طبقاً للدستور اللبناني، وذلك عن طريق التعديل «القسري». إلا أن السودان بلد عربي شاذ عن هذه القاعدة، فالرئيس السابق عبدالرحمن سوار الذهب جاء إلى الحكم عقب الإطاحة بالرئيس جعفر نميري. وكان سوار الذهب قد وعد بتسليم الحكم إلى السلطة المدنية التي يختارها الشعب وفور فوز حزب الأمة بالانتخابات البرلمانية تنازل سوار عن الحكم وعاش في بلده مثل باقي المواطنين.

وأخيراً، هل يفعل الرئيس الموريتاني أعل ولد محمد فال ذلك أم ينضم إلى قائمة الرؤساء الذين إذا وعدوا أخلفوا؟!