العدد 1390 - الإثنين 26 يونيو 2006م الموافق 29 جمادى الأولى 1427هـ

عقارات السيف... تهين المعوزين

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

أمس الأول... وفي يوم صيفي حار جداً... اصطفت أعداد كبيرة من الرجال والنساء، والذين هم من أشد الفقراء البحرينيين (وما أكثرهم)... وفي طوابير طويلة منذ الصباح الباكر (يعني مع صياح الديك)... أمام بوابة شركة GMBK فخرو المسئولة عن توزيع الأرباح الدسمة لشركة عقارات السيف... وسبب اصطفاف الفقراء والمساكين والمحرومين من أبناء المملكة المعوزين، وفي يوم صيفي حار وطقس خانق وغبار، هو استلام مبلغ مالي وقدره ديناراً بحرينياً (فقط لاغير) لكل أسرة بحرينية لها أسهم في الشركة المذكورة أعلاه (وايد عليكم)... وذلك بعد أن أعلنت (بكل فخر واعتزاز) مديرة الشئون الإدارية والمالية بشركة عقارات السيف عن الموعد المحدد لتوزيع الأرباح الخيالية، والتي طالما انتظرها الفقراء ممن شملتهم المكرمة الملكية...

المكرمة الملكية السامية كانت قد صدرت في العام م. وهي تقضي بتحويل المباني التجارية الحكومية في ضاحية السيف إلى شركة عقارية... ثم بتخصيص في المئة من أرباح هذه الشركة وتوجيهها إلى أسر محتاجة تم انتقاؤها بعناية، وسجلت لها أسهم مملوكة في الشركة العقارية... المساكين الذين شملتهم المكرمة الملكية (بالإسم) طاروا من الفرح، وأخذوا يستقبلون المهنئين (سواء بالحضور شخصياً أو بواسطة البرق والهاتف)، ومن بعدها انتظروا لمدة عام وصبروا... وانتظروا لمدة عامين وتأففوا... وانتظروا لمدة ثلاثة أعوام وانقهروا... وانتظروا لمدة أربعة أعوام فبماذا ظفروا؟ عذاب وقهر في طابور طويل على ديناراً بحرينياً...

لو وزعنا هذا المبلغ على أربع سنوات لكان الناتج ستة دنانير وربع لكل سنة ميلادية كاملة، بما يعني أن الفقير المسكين والمعدم والذي لديه أسهم في شركة عقارات السيف، وزعت عليه المكرمة من قبل الشركة الشافطة، بمعدل ( فلساً لاغير) عن اليوم الواحد، أرباحاً لأسهمه المشارك فيها في العقار التجاري... والله الواحد منهم (هؤلاء المساكين) لو أعطي كرسي يجلس عليه داخل أسواق السيف كان أشرف له من البهدلة في طابور صباحي، وانتظار مرهق لمدة ساعات طويلة في عز فصل الصيف، من أجل مبلغ تافه... منها أن المكان داخل المجمع بارد ومكيف، ومنها أنه على الأقل سيحصل من الأيادي النظيفة على ما يكفي قوت يومه بدل المرمطة على فلساً...

مكرمة ملكية يقصد منها صاحب الجلالة ملك البحرين المعظم حفظه الله مساعدة المحتاجين والمعوزين، وسيادة مديرة الشئون الإدارية والمالية بشركة السيف العقارية تقول إن مجلس الإدارة (الموقر) للشركة كان قد قرر أن تذهب أرباح الشركة (ولمدة أربع سنوات عجاف) إلى التوسعة العمرانية... عاد هذا كلام يدخل العقل؟... أربع سنوات والفقير المسكين (إللي ماعنده ياكل) حاط يده على خده وينتظر الفرج، وسعادتهم يمسكون المكرمة النقدية عنه ويضعونها في (توسعة)... وبعد صبر طويل يجمعون الفقراء (تعمداً) في عز الصيف، ويضعونهم (تمعناً في الإذلال) في طوابير طويلة ومرهقة، وبعده يوزعون عليهم الفتات الذي لا يكفي لعلبة سجائر...

أنا أريد من الإنسانة التي أعطت هذه التصريحات (إللي تفشل) لصحف الأمس، أن تخبرنا عن هذا الشخص الذي قرر حجب أموال الفقراء لمدة أربع سنوات (عجاف) ثم قرر أن يوزع عليهم (فتافيت) من حقوقهم المكتسبة بواسطة أمر ملكي... وذلك حتى نتحاور معه ونسأله عن حجم الأموال الفعلية لشركة عقارات السيف (المخفية قبل المعلنة)، وحجم الأرباح السنوية والحقيقية لهذا المجمع الضخم، والذي كلف بناؤه مئات الملايين من الدنانير البحرينية، هذا عدا عن قيمة الأرض...

يعني هل يعقل أن أرباح في المئة من عقارات السيف في أربع سنوات هي حاصل ضرب ديناراً في ألف أسرة؟ ما يعني أن الأرباح الصافية لكل هذه المباني الكبيرة على المساحة الشاسعة هي مائتان وثمانون ألف دينار سنوياً فقط؟... عاد هذا كلام يدخل المخ أصلاً... وهل يعقل أنه يوجد إنسان لديه ذرة رحمة في قلبه من الممكن أن يأخذ أموال المعوزين ويستخدمها في توسعة المجمع؟... أخبروني رجاءً..

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1390 - الإثنين 26 يونيو 2006م الموافق 29 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً