العدد 1390 - الإثنين 26 يونيو 2006م الموافق 29 جمادى الأولى 1427هـ

التهاون في الآثار

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

في رسالة بعثها أخصائي العلاقات العامة والإعلام في بلدي الوسطى محمد صالح الجهمي امس قال معقباً على ما كتبته بعنوان «متى نلتفت الى اثارنا؟»، بان «الآثار هي تاريخ الشعوب وماضيها التليد ويستحضرنا المثل الشعبي «اللي ماله أول ماله ثاني» لذا سعى المجلس البلدي بالمنطقة الوسطى جاهداً في إبراز هذه القضية على الساحة ونقل ما وصلت إليه آثار عالي إلى العلن نظراً لما تتعرض له من سلب ونهب ودفن. ولذلك قام عضو المجلس ممثل الدائرة الثانية عبدالله مجيد العالي ببذل جهود كبيرة وتنفيذ اعتصامات دعي لها أهالي المنطقة ولم تسانده أي من مؤسسات المجتمع الأهلي بالرغم من توجيه الدعوة لها، ولا ننسى مطالبات العالي المتكررة وحضوره في الصحافة المحلية وتطرقه إلى قضية الآثار في أكثر من مرة وموقع وكان من الأجدى وقوف الجميع للمحافظة على هذا الإرث العظيم الذي لا يمكن تعويضه بأي حال من الأحوال فآثار عالي كما هي معروفة أنها أكبر وأعرق مقبرة أثرية تاريخية في العالم وللأسف لم يتم التعامل معها على هذا الأساس إذ وصل عمرها الآن إلى الخمسة آلاف عام وتعتبر من المواقع المهمة في العالم. ان مجلس بلدي المنطقة الوسطى ومن منطلق واجبه حريص كل الحرص ويؤكد ضرورة تكاتف المجتمع بجميع أطيافه من مؤسسات حكومية وأهلية وأفراد للوقوف ضد أي عابث يريد أن يمحو تاريخ ماضينا العريق الذي في واقع الأمر حرص عليه الأجانب أكثر منا».

الشيء الجميل في الرسالة ان البلدية بالفعل بدأت تتفاعل مع القضايا المطروحة على الساحة، وذلك لان العضو المنتخب مساءل أمام ناخبيه عما يقوم به من تحركات للدفاع عن مطالبهم التي يرفعونها في مجالسهم واعتصاماتهم وعرائضهم. ففي الوقت الذي نحيي فيه هذه التفاعلية من قبل مجلس بلدي الوسطى، فاننا نود الاشارة الى ان الجهود مازالت غير كافية بدليل ان ردم القبور الدلمونية والتايلوسية مازال مستمرا في مناطق شتى من مناطق البحرين ويتم بصورة عشوائية في كثير من الاحيان والسبب هو غياب الوعي عن اهمية اثارنا الدلمونية والتايلوسية تلك الاثار التي كما ذكرت مسبقا اغرم بها الاوروبي قبل البحريني التي يراها بعيون وبتذوق مختلف عما يراه البحريني الذي يصنفها خراباً فيدمرها بحجة ان الاحياء اولى من الاموات اي حتى ان قدسية وخصوصية الموتى لا تحترم في قبورهم على رغم أنهم يمثلون هوية هذا المواطن وتاريخه.

فما تبقى اليوم هو القليل... وعلينا ان نحافظ عليه... حتى يبقى شاهدا للاجيال المقبلة التي قد تلعن يد الطامع والجاهل اللذين دمرا وخربا جزءاً كبيراً وليس قليلاً هذا من التاريخ وذلك في حقب مقبلة... ويكفي ان نرى منظر قبور عالي على سبيل المثال كيف ظهرت جميلة دون رتوش في فيلم «زائر» للمخرج السينمائي البحريني بسام الذوادي... فكانت خير شاهد على مدى جمال هذا التاريخ الذي يتهاون البعض بحق هذا الأرث

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1390 - الإثنين 26 يونيو 2006م الموافق 29 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً