العدد 1389 - الأحد 25 يونيو 2006م الموافق 28 جمادى الأولى 1427هـ

«قابلني ولا تعشيني»!

علي نجيب ali.najeeb [at] alwasatnews.com

منوعات

كنت مرافقاً لصديق لي من كلية الهندسة حينما كان متوجهاً إلى الجامعة كي ينهي إجراءات تسجيله للمواد التي كان قد اختارها مسبقاً عبر التسجيل المبدئي الإلكتروني، والتسجيل المبدئي هو فترة زمنية تحددها الجامعة ليتمكن الطلبة من تنسيق جدولهم الدراسي بما يناسبهم من مواد وأوقات لدراستها، وأوقات الامتحانات، ثم تأتي عملية التسجيل الحقيقية وتأكيد الاختيار، كما كنا بصدده ذلك اليوم، ثم يتم الدفع.

توجهنا إلى الزاوية المخصصة لطباعة الجداول، ولم أشعر إلا وصديقي في حال صدمة مما رآه، إذ إن جدوله كان يحوي مواد أربع منها تقدم اختباراتها بصورة مادتين في يوم واحد، وهو ما أرعبه وجعله يتوجه إلى القسم المخصص للحذف عله يجد أملاً في ما حل عليه من مصاب! وبعد انتظار لم يطل كثيراً، دخلنا الحضرة المخصصة للحذف والإضافة وإذا بالنظام يرفض حذف أية مادة من تلك المواد! يا للهول! ماذا يفعل الآن؟ فأخبره الطالب بالتوجه إلى القسم عله يجد حلاً في معضلته بأن يقبلوا حذف مادة واحدة على الأقل. فتوجهنا إلى القسم والأحلام تتراقص في المخيلة بأن كل الأمور ستكون على ما يرام، وإذا بنا، وحينما وقفنا ننتظر دورنا نفاجأ بتلك الإدارية تهب غضباً في أحد الطلبة حينما سألها عن تلبية حاجته من حذف إحدى المواد لثقل الجدول عليه، فتحرّج الطالب وذاب في ثيابه، وأخذنا (أنا وصاحبي) نلملم حاجياتنا مغادرين القاعة دون العودة إلى التفكير في مسألة حذف المادة، والولد الذي تلقى الصرخة كان وجهه يحمر خجلاً مما لاقاه أمام أقرانه (بنين وبنات).

أمر مشابه آخر حصل، حينما كنت أيضاً مرافقاً لأحد الزملاء من كليتي، وحينها لم أكن أعلم أن تلك المصادفات لا تصادفني لوحدي، وإنما هي خير يشاركني فيه الجميع، إذ كنا حينها متوجهين للحصول على الملصق الذي يوضع على السيارة كي يتمكن رجال الأمن من تمييز الطالب من ولي الأمر من سواهما، فطلب منا زميل آخر أن نريحه من هذا المشوار وإنهاء الإجراءات عنه، وسلمنا الأوراق اللازمة لذلك، وحينما دخلنا المكتب أنهى كلينا إجراءاته، فطلب صديقي من الموظفة أن تنهي إجراءات أخينا الذي طلب منا مساعدته، فرفضت ذلك بأسلوب عصبي غير مبرر، فأعاد الإلحاح عله يجد بالحيلة فرصة لإقناعها، «ولا يبي إلا السلامة على عمره» إذ هبت فيه صارخة، وقالت: «أنا جاني واحد بيطلع بيج (ملصق) علشان واحد فيه سكلر ما رضيت، تبيني اسوي لرفيجك على أي أساس؟».

يمكنكم العودة لنهاية القصة السابقة، لتعرفوا ما حصل بعد ذلك، إلا أن ما لم يذكر هو: من أي مخرج يبيح البعض لأنفسهم الحق في الصراخ وتحقير الطلبة وتقليل شأنهم أمام الناس؟ شخصياً، أعتقد أن أي طالب مهما كان سوء خلقه يمكن التفاهم معه باللين والأسلوب الهادئ، ولن يطلب بعد ذلك الكثير، إذ كما يقول المثل القديم: «قابلني ولا تعشيني»

إقرأ أيضا لـ "علي نجيب"

العدد 1389 - الأحد 25 يونيو 2006م الموافق 28 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً