العدد 1389 - الأحد 25 يونيو 2006م الموافق 28 جمادى الأولى 1427هـ

العمل الإعلامي بين الجامعة والميدان

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

كان عنوان ملتقى فضائية «العربية» الذي عقد في يونيو/ حزيران الجاري «تحديات العمل الإعلامي بين الجامعة والميدان»، وتمحور الحديث حول ظاهرة «الجوع والعطش» في وسائل الإعلام العربية إلى كفاءات، وفي الوقت ذاته هناك الكثير من المتخرجين الذين لا تتوافر لديهم المهارات المطلوبة من وسائل الإعلام.

خلص المتحدثون إلى أن «الشراكة» بين الجامعة المسئولة عن التأهيل الأكاديمي، ووسائل الإعلام حيث الممارسة الميدانية، تكاد تكون معدومة... ولذلك فإن الجامعة مازالت بعيدة عن الثورة المعلوماتية التي غيرت سوق الإعلام. فهناك وظائف إعلامية انقرضت، أو في طريقها إلى الانقراض (ومنها الصف والتدقيق) والحدود بين الوظائف داخل المؤسسات الإعلامية انهارت وأصبحت الحاجة ملحة إلى الصحافي الشامل (أو الإعلامي الشامل)... الصحافي الشامل هو الذي يكتب الخبر ويحرره ويلتقط الصور ويصف المادة ويصححها ومن ثم يخرجها مباشرة على الصفحة المخصصة للخبر أو التقرير.

المتحدثون أشاروا إلى أن التركيبة الهرمية داخل المؤسسات الصحافية بدأت تنهار، وأن الحاجة تتركز نحو العمل كفريق عمل واحد بصورة شبكية وتفاعلية، وأن هذا يعني أن المواصفات التقليدية لمهنة الإعلام تغيرت فعلاً أو أنها في طريقها إلى التغير نحو أنماط جديدة مازالت الجامعات بعيدة عنها. المنتدون طالبوا بأن يتم تغيير أقسام تدريس الإعلام بحيث يتسلم رئاستها المهنيون، ويدرس فيها الإعلاميون الناجحون، كما طالبوا بأن تقوم الشركات الناجحة بدعم الجامعات من خلال توفير جميع أنواع التجهيزات الحديثة. وتحدث عدد من المشاركين عن ضرورة إفساح المجال للمتدربين في الجامعات لإصدار صحف يتدربون عليها، أو تشغيل وسائل إعلامية يتعلمون منها... أو أن يربطوا دراسة الطالب بضرورة العمل داخل المؤسسات الإعلامية التي يمكن أن توفر له خبرة ميدانية مباشرة.

على رغم الطفرة في سوق الإعلام، فإن كثيراً من النجاحات الحالية تعتمد على مبادرات ذاتية، وهذه بحاجة إلى تجديد وبحاجة إلى استراتيجية وطنية للصعود بها. ففي أحيان عدة حدث التطوير لأسباب سياسية (الحاجة إلى فضائية مؤثرة... إلخ)، ولكن ذلك لم تصاحبه رؤية استراتيجية للصعود بمهنة الإعلام اقتصادياً وثقافياً وتعليمياً.

وسائل الإعلام أصبحت الآن جزءاً استراتيجياً من حياتنا العامة، وهو ما حدا بأحد مؤسسي صحيفة «الوطن» السعودية، قينان الغامدي إلى الدعوة إلى إلغاء أقسام الإعلام في كل الجامعات العربية، لأنها لا تتماشى مع متطلبات السوق المعاصرة وهي أحد أسباب ضعف الإعلام العربي من ناحية الموارد والمنتج بحيث تحول الأمر إلى «سخرية» في كثير من الأحيان. أحد الأكاديميين المصريين، سليمان صالح، رد على الغامدي بالقول: «إن في المئة من الصحافيين العرب يجب أن يذهبوا إلى الجامعات لتعلم مهنة الصحافة»، متهماً الإعلاميين الممارسين للمهنة بالتسبب في «السخرية»...

بين هذه الاحاديث، كانت الرسالة التي تتخلل المداخلات تدور حول هدف المهنة... فهل هي «بوق للسلطة» أم أنها «وسيلة تلميعية لبعض الشركات»... أم أنها «وسيلة لخدمة المجتمع والدفاع عن المصلحة العامة»... وربما ان على وسائل الإعلام العربية والجامعات المعنية أن تعطي الجواب على هذا السؤال قبل الحديث عن تطوير الامكانات

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1389 - الأحد 25 يونيو 2006م الموافق 28 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً