لا تحتاج القصص التي نسمعها بين الحين والحين، والتي تنشب كصراع مرير بين بعض المسئولين في مواقع مختلفة إلى تأكيد أو إثبات! فبعضها يفضح نفسه بنفسه وبعضها الآخر يظهر بوضوح من خلال المتابعة اليومية لتطورات هذا الصراع بين الموظفين أنفسهم.
وتتطور الأمور رويداً رويداً... فمن خلاف على اثبات الوجود إلى خلاف على الصلاحيات إلى تسابق من أجل ابراز القوة والعضلات... وماذا عن المهمة والمسئولية الوطنية التي يجب أن يحملوها على عاتقهم وهم في هذه المواقع؟ والله لا نعلم، والإجابة ربما ستكون جاهزة لدى أولئك المتصارعين.
قصص كثيرة يتناقلها الموظفون والموظفات بشأن نوعية الصراع والخلاف بين مسئول وآخر، وبين مشرف ورئيس قسم، وبين مدير ادارة ومدير آخر، وبين استشاري ورئيس دائرة، وبين طبيب وطبيب، وبين جراح وجراح وبين وكيل ووكيل مساعد... وهكذا، حتى أن الكثير من القصص أصبحت مدعاة للفرفشة بين بعض المواطنين الذين ملوا من الحكاوي القديمة، وبدأوا يستلذون سماع القصص الجميلة التي تعبر عن خلل كبير، ليس في النظام الإداري للدولة، بل في نفسيات بعض الناس. وهذا الصراع يأخذ أحياناً أشكالاً مختلفة، لكن الشكل السائد هو الغلبة للطرف الأقوى... وما أن يسيطر الطرف القوي حتى يتلقى التهاني بطرق مختلفة.. فيأتي المنافقون تباعاً لتقديم التهاني والتبريكات، ويبادر البعض لرفع الصوت بالتهليل والتكبير لنصرة الحق على الباطل، وقد تأتي موظفة في اليوم التالي بكعكة احتفالاً بانتصار مسئولها علها تحصل على ترقية في المستقبل، فيما يقوم ذلك الموظف المحترم بتعديد مساوئ الخصم المهزوم، ومقارنتها بمحاسن مديره المنتصر!
اعتقد أن على الجهات الرقابة أن تسعى لرصد مثل هذه المهاترات التي تحدث بين بعض المسئولين، ويلزم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنعها وهو أمر صعب، لكن المحاولة، بتطبيق التشريعات الملائمة من جانب ديوان الخدمة المدنية، قد يوقف هذه القصص المضحكة للبعض، والمحزنة لنا جميعاً
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 1383 - الإثنين 19 يونيو 2006م الموافق 22 جمادى الأولى 1427هـ