العدد 1382 - الأحد 18 يونيو 2006م الموافق 21 جمادى الأولى 1427هـ

بيل غيتس رجل التساؤلات

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

احتل قرار بيل غيتس مغادرة «مايكروسوفت» مساحة في وسائل الإعلام الدولية (انظر الموقع :http://news.google.com/news?complete=1&hl=en&q=bill%20gates&btnG=Google+Search&sa=N&tab=wn) تثير الاستغراب وتذكرنا بتلك الضجة التي أثارتها استقالة ستيف جوبز من شركة أبل في العام ، عندما اختلف مع إدارة الشركة التي حاولت تهميشه.

الفارق بين الحالتين او الرجلين، أن جوبز بادر حينها، في حركة تحد واضحة، إلى تأسيس شركة نيكست (NEXT) التي كانت وقتها منافسا لشركة أبل، ثم أصبحت في مرحلة لاحقة أبل ,، في حين يترجل غيتس عن سرج مايكروسوفت ليتفرغ كلية للعمل الخيري. بل أنه يعطي الإدارة الجديدة للشركة مهلة تربو على السنتين من أجل ترتيب أوضاع الدار من الداخل، بما في ذلك نقل الخبرة التي بحوزته.

تساؤلات كثيرة خطرت في بالي خلال متابعتي للضجيج الإعلامي، أن لم يخني التعبير، الذي أثارته خطوة غيتس هذه.

أولها، لماذا يتقاعد غيتس في هذه المرحلة المبكرة من عمره؟ فهو لم ما يزال في مطلع الخمسينات (مواليد أكتوبر/ تشرين الأول ، وهو الذي عرف عنه حبه للعمل بل وإدمانه عليه، إذ كان يسدل رأسه من الإنهاك على لوحة المفاتيح عندما كان منهمكا في تطوير برنامج تشغيل الحاسوب الشخصي دوس (DOS)، الذي أصبح لاحقا ويندوز.

ثانيها، لماذا، أسوة بخطوة سبقه اليها جوبز، لا يؤسس شركة تجارية جديدة ليست بالضرورة منافسة لمايكروسوفت كما فعل جوبز؟ فثروته تغنيه عن دعوة مساهمين آخرين لتمويل أي مشروع يراه مناسبا به، وأن هو أرادهم فيصعب أن نراهم يرفضون دعوته.

ثالثها، ما لذي ستكون قد آلت إليه صناعة تقنية المعلومات، وخصوصاً تلك المرتبطة بالحاسوب الشخصي، لو أن غيتس رضخ لضغوط الإدارة الأميركية، وانصاع لتوجيهاتها وفكك مايكروسوفت إلى مجموعة من الجزر الصغيرة المتناثرة بدلا من الاستمرار في الطريق الذي رسمه لها غيتس والاحتفاظ بكيانها كأحد عمالقة صناعة تقنية المعلومات كما هي عليه اليوم؟ هل كان سيهل علينا عصر الإنترنت، ونعيش ثورة معلوماتية على الويب كتلك التي نراها اليوم؟

رابعها، إذا جاز لنا أن نطلق على مرحلة بيل غيتس في مايكروسوفت اسم مايكروسوفت ,، فهل سيتمكن من سيتسلم الراية من الفريق الذي سيقود الشركة أن يحدث نقلة نوعية أخرى شبيهة، أن لم تكن أكثر راديكالية، من تلك التي أحدثها غيتس، بحيث نرى مايكروسوفت , في مطلع العقد الثاني من هذا القرن؟

خامسها، وربما يبدو هذا التساؤل ساذجا بعض الشيء، لكن لم يكن بالإمكان حجبه، لماذا تخلو ساحة الصناعة العربية، وعلى وجه الخصوص في قطاع صناعة المعلومات، من رجال أو حتى رجل واحد فقط يتمتع بشيء من الصبر والإصرار والولاء للمهنة في آن كالذي لمسناه عند غيتس؟

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1382 - الأحد 18 يونيو 2006م الموافق 21 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً