العدد 1381 - السبت 17 يونيو 2006م الموافق 20 جمادى الأولى 1427هـ

بيل غيتس رائد الوحدة العربية

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قرار تاريخي اتخذه بيل غيتس عندما قرر أن ينهي علاقته التاريخية مع الشركة التي أسسها وبناها طوبة فوق طوبة - كما يقال. هذه هي المرة الأولى في تاريخ غيتس، ومنذ أن أسس مايكروسوفت في العام مع رفيق طفولته بول ألن، التي يفضل فيها غيتس أحدا على مايكروسوفت، فقد ترك جامعة هارفرد وهو في سنته الدراسية الثالثة من أجلها، ورفض العروض المغرية التي قدمتها له شركة أي بي إم العملاقة - وكانت مايكروسوفت حينها جنينا - كي يتفرغ لبناء مايكروسوفت، وتحدى الحكومة الأميركية ومن بعدها الاتحاد الأوروبي عندما حاولا تقزيم أحلامه بدعوى محاربة الاحتكار.

ربما يتساءل بعض القراء وخصوصاً الشباب منهم... وما شأننا وبيل غيتس؟

لكن جيل تعريب الحاسوب الشخصي أو أولئك الذين كانوا يبحثون في الثمانينات عن معالج كلمات عربي يدركون الدور الذي مارسته مايكروسوفت في تعريب الحاسوب. والأهم من ذلك في تقييس تعريب برامج تشغيل الحاسوب. ففي منتصف الثمانينات، وقبل أن تنطلق مايكروسوفت ببرنامج تشغيل الحاسوب الشخصي ويندوز المعرب، كان هناك ما لا يقل عن ثمانية برامج تعريب من بين أهمها: النافذة البحريني بطاقة أمير الأردنية، المساعد العربي السعودي، صخر الكويتي، وبرنامج دوس العربي من آي بي إم. لكل واحد من تلك البرامج مزايا وكل واحد منها كان يعاني من نواقص.

الشيء المشترك بينها، أن أيا منها لم ينجح في وضع مقاييس عالمية يجبر الآخرين على التقيد بها، ناهيك أنها لم تمتلك القدرة أو النظرة الطويلة المدى - كلتاهما يتمتع بهما غيتس وانعكسا ايجابا على خدمات مايكروسوفت ومنتجاتها - التي مكنتهما من الاستمرار والصمود في الأسواق. وحدها مايكروسوفت دون سواها هي التي نجحت في ذلك، ورأيناها ومنذ منتصف التسعينات تحرص على أن تكون المسافة الزمنية بين أي منتج تطرحه في الأسواق والنسخة الكاملة التعريب منه لا تتجاوز الستة أشهر.

وأصبحنا اليوم، وبفضل مايكروسوفت، عندما نطور برمجيات الحاسوب الشخصي نلتزم بمقاييس عالمية عند التعريب تقوم على برنامج ويندوز العالمي اللغات للتشغيل.

وهكذا يحق لنا أن نقول ان غيتس من دون سواه، بمن فيهم العرب، كان الرائد في توحيد لوحة مفاتيح الحاسوب الشخصي، وكان له دور السبق في وضع مقاييس بناء النسخة العربية من لوحة المفاتيح التي يستخدمها اليوم عشرات الملايين من عرب أو معربي البرامج.

بقي أن نعرف أن السبب الذي دعا غيتس لأن يترك مايكروسوفت في العام ، هي رغبته في التفرغ كليا لإدارة مؤسسة ميليندا غيتس الخيرية التي تقدر الأموال التي بتصرفها بنحو مليار دولار

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1381 - السبت 17 يونيو 2006م الموافق 20 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً