العدد 1381 - السبت 17 يونيو 2006م الموافق 20 جمادى الأولى 1427هـ

السينمائيات والاعلاميات قادمات

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

غزت المرأة العربية في وقتنا الحالي مجال الإخراج السينمائي، وهو مجال لا يختلف كثيرا عن الكتابة والرسم، فهو يعد متنفسا للتعبير والنقد بل وشكلاً آخر من أشكال الإبداع التي اقتحمتها المرأة العربية، لتعبر من خلالها عن نظرتها للأمور والمتناقضات في مجتمعها بصورة كما يصفها النقاد السينمائيون العرب بأنها الأجرأ الآن ما قد يذهب إليه السينمائي الرجل في أفلامه من طرح، ولا سيما ما يعرض في أفلام المهرجانات العالمية والتسجيلية منها.

إن السينمائية والصحافية والإعلامية من العربيات هن الأقرب إلى بعضهن البعض، إذ تجمعهن خصلة واحدة ألا وهي الجرأة في العمل من حيث طرح قضايا قد يجد الرجل حرجا في تناولها، أو يقف عائقا لعرضها أمام الرأي العام لأسباب سلطوية نابعة من ترسبات ارث النظام الأبوي في المجتمعات العربية. وهو الأمر الذي تنقله صاحبات المهن الثلاث بصدق وبجرأة أكبر في أحيان كثيرة من الرجل الذي غالبا ما يتستر على بعض جوانبها.

لن يكون الرجل وحده في ذلك بل قد تمتد آلة مقص الرقيب والوصاية على أداء عمل صاحبات تلك المهن الثلاث لتحديد ما يجب أن يعرض ويصور ويكتب... وقد تكون في عالمنا العربي أمثلة كثيرة منها فيما يعرف بوزارات الإعلام التي تلعب دور المقص والشرطي في آن واحد.

إن جرأة المرأة العربية حاليا في كيفية تناول قضايا تعتبر شبه الممنوع في المجتمع لم تنبع من فراغ أو تقليد أعمى للغرب، بل جاء بشكل تدريجي سلس نتيجة للتطورات التي صاحبت المجتمعات العربية إلى انخراط المرأة أكثر وأكثر في التعليم والعمل. فهي اليوم ليست في محل دفاع بقدر ما هي في محل هجوم ونقد لأوضاع وقضايا تخص واقعها المعاش.

وقد تكون هناك أمثلة كثيرة لكننا نذكر منها ما عرضته السينمائيات العربيات أخيراً في مهرجان روتردام الهولندية، إذ صورت السينمائية التونسية المعروفة سلمى بكار في فيلمها «خشخاش» عذاب امرأة تكتشف «شذوذ» زوجها جنسيا قبل أن تكتشف طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة وهي بذلك استعرضت قضية عدم التكافؤ في بعض العلاقات الزوجية داخل المجتمع التونسي والعربي، بينما في فيلم «دنيا» للمخرجة اللبنانية جوسلين صعب، أثير موضوع ختان المرأة في بعض البلدان العربية ومنها مصر التي مازالت تعتبر قضية حساسة داخل المجتمع المصري على رغم انه عرض في مهرجان القاهرة السينمائي. هذه النماذج النسائية وغيرها تعبر عن صعود عناصر وأجيال تحمل توجها وأفقا مختلفين في العرض والطرح لقضاياها وواقعها مقارنة بمن سبقوهم. فهل يلتفت البعض لما قد تستطيع المرأة العربية فعله في أيامنا هذه...؟

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1381 - السبت 17 يونيو 2006م الموافق 20 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً