انطلقت «الاتحاد» وازدهرت في بيئة كانت ومازالت تحاول أن تستفيد من فرص التنمية ككل إنجاز جاد في دولتنا، وباتت شاهدة على نهضة وطن يتطلع إلى الخير والسلام، كما سعت دائما إلى تحقيق الصدقية والالتزام بحرية التعبير والإبداع، وإضافة بصمة مختلفة في تاريخ الصحافة المحلية والعربية على السواء ومواكبة العصر بكل جديده.
وانطلاقا من هويتها الوطنية، ورسالتها العربية التوجه، احتضنت «الاتحاد» أخوة لنا من الدول الشقيقة ساهموا في إرساء قاعدتها المتينة.
وعلى مدى نحو ثلاثة عقود wاجتازت «الاتحاد» بطموحها الحدود باحثة عن وسائل التقدم التكنولوجي واستفادت من كل جديد فكانت سباقة في تطورها ورائدة في ميدانها.
وبمناسبة صدور العدد رقم عشرة آلاف من «الاتحاد» تأتي ندوتنا هذه تحت الرعاية السامية لمؤسسها صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله» لتفتح الحوار عن «مستقبل الصحافة المكتوبة في عصر الوسائط الكثيرة» إيمانا منّا بأن تبادل الآراء والأفكار، وتحرير الإبداع من الأدوات الفنية التقليدية هو سبيلنا وسبيلكم نحو صحافة يمكنها ان تواكب العصر وتمهد الطريق لاستيعاب متطلباته.
إننا على ثقة بأن استثمار القدرات الفائقة التي تمنحنا إياها الوسائط الكثيرة وغيرها من الوسائل التكنولوجية الحديثة في مجال الإعلام، سيقودنا إلى أداء أفضل، وتأثير أعمق، وانتشار أبعد.
ومن منطلق تجربتنا، قطعنا شوطا لا بأس به في التعامل مع الوسائط الكثيرة واستفدنا منها في تحقيق شمولية الخدمة الإعلامية وتنوعها، بل وبدأنا في البحث عن آفاق جديدة للعمل الإعلامي الحر، فشرعنا في تطوير وتحديث أنظمة النشر الإلكتروني، وتأمين الربط بينها وبين الوحدات الإعلامية المكتوبة والمرئية والمسموعة.
ويسرني أن أشير اليوم إلى أن مؤسسة الإمارات للإعلام تأتي على رأس قائمة المؤسسات الإعلامية التي تبنت نظام الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر (International Computer Driving License) (ICDL) واعتبرت الحصول على هذه الرخصة شرطا أساسيا للعمل بالمؤسسة، وذلك التزاما بالرسالة التي تتبناها وهي أن تكون جزءا من أي مشروع حداثي يتخذ من الصناعة الجديدة أساسا لانطلاقه وتقدمه، وأن تكون مواكبة لأي تغييرات تستجد في هذا الإطار.
إن «الاتحاد» التي أدخلت للمرة الأولى إلى المنطقة العربية الطباعة عن بُعد باستخدام شبكة الميكروويف لعازمة على أن يكون الخيار الرقمي هو مستقبلها، وإن ضاق هذا الخيار بطموحاتها فستكون التكنولوجيا الأحدث والأنسب هي هدفها.
إننا نتطلع إلى أن يكون هذا اللقاء محركا موضوعيا للحوار البناء ودافعا إلى المزيد من الأسئلة الخلاقة والأفكار التي تدعو إلى الجدل الإيجابي فأنتم رواد الإعلام، أصحاب الخبرة والكفاءة، والرؤية المستقبلية التي تعتبر زاد كل من يطمح إلى البحث عن نوافذ جديدة تدعو إلى التحدي والانفتاح على المعطيات المتغيرة.
وكما فعل الرواد الأوائل حين جعلوا من استخدام التكنولوجيا الحديثة قرارا مصيريا، فإن الجيل الحالي من واجبه أن ينهج السبيل نفسه وان يستثمر الأدوات التي تضمن الخدمة المتميزة
العدد 138 - الثلثاء 21 يناير 2003م الموافق 18 ذي القعدة 1423هـ