العدد 1373 - الجمعة 09 يونيو 2006م الموافق 12 جمادى الأولى 1427هـ

غوغل عملاق الويب الجديد

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في خطوة جريئة نعطي المستهلك سببا إضافيا لاستخدام غوغل كأكثر من مجرد محرك بحث على الويب، أعلنت الشركة الثلثاء الماضي عن إطلاق نسختها التجريبية من برنامج الصفحات المحاسبية (spreadsheet). والجديد في تطبيق غوغل هذا أنه مبني على تقنيات الويب. أي أن بوسع المستخدم أن يجري العمليات التي يرغب فيها أثناء إبحاره على الويب، الأمر الذي من شأنه تحرير ذلك المستخدم من برمجيات مشابهة تقيده إلى برمجيات سطح المكتب، إلى جانب إطلاق يده في تصحيح المعلومات أو تحديثها أو مشاركة مبحرين آخرين على الويب أثناء إجراء تلك التعديلات أو بعد تخزينها. ويملك تطبيق غوغل المرونة الكافية التي تبيح التخزين في هيئة إكسل (Excel format) أو العكس أي تحميل ملفات إكسل وتحويلها إلى هيئة التطبيق الجديد.

للوهلة الأولى قد يبدو برنامج غوغل منافسا مباشرا للإكسل، لكن أحد كبار محللي شركة أبحاث جوبيتر (JupiterResearch) جو ويلكوكس يرى أن «غوغل لا تستهدف مستخدمي الأعمال التجارية المعقدة، بقدر ما تخاطب فئات مثل المدرسين والطلبة والذين هم بشكل عام يبحثون عن إجراء عمليات غير معقدة ويرغبون في مشاركتها مع آخرين (مستخدمي برمجات متوافرة مجانا)». وعلى رغم أن غوغل لا توجه حرابها نحو مايكروسوفت مباشرة لكنها من الطبيعي ستأخذ من حصة هذه الأخيرة السوقية في تطبيقات مثل تلك التي باتت غوغل تطورها أو تشتري شركات قامت بتطويرها. ففي مارس/ آذار الماضي وفرت غوغل نسخة مجانية من معالج للكلمات، وفي ابريل/ نيسان الماضي أيضا وفرت غوغل تقويماً يؤدي وظائف شبيهة بتلك التي يقدمها برنامج أوتلووك.

الأمر الذي تثيره خطوة غوغل هذه هو أنها مؤشر مهم يدل على اتجاه حركة صناعة تقنيات المعلومات التي يبدو أنها بدأت تتجه، من دون أن تغادر في هذه المرحلة على الأقل، نحو التطبيقات المتحررة إن جاز لنا القول من قيود الحاسوب المكتبي باتجاه منصة الويب المتطورة والواسعة وغير المعقدة.

هذا الاتجاه يجعل المستخدم غير مضطر لتحمل قيمة حزمة من البرمجيات قد يستخدم بعضها او حتى أحدها فقط. هذا الاتجاه يطلق أيضا يد ذلك المستخدم بأن يضع أمامه باقة من تلك البرمجيات التي بوسعه أن يختار منها ما يشاء ووقت يشاء، ناهيك عن طاقة ضخمة لتحزين الوثائق والملفات وفي مخازن معلومات متطورة تتوافر فيها متطلبات أمن تلك الملفات وسلامتها.

تبدأ الأمور ببرمجيات بسيطة ذات استخدام محدود، لكنها لا تلبث أن تتطور ويتسع نطاقها كي تتجاوز المستخدم الفرد إلى المستخدم المؤسسة، ولعل ذلك ما ترنو إليه غوغل - في خطوتها الأولى هذه - التي دأبت منذ أكثر من عام على مفاجأة زبائنها بالكثير من التطبيقات المسلية والمجدية في آن، والتي قد تحول غوغل إلى عملاق جديد على الويب

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1373 - الجمعة 09 يونيو 2006م الموافق 12 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً