يشعر الرياضي هذه الايام بسعادة بالغة غير ظاهرة، سببها انطلاقة نهائيات كأس العالم، التي ينتظرها عشاق كرة القدم بشغف كبير واهتمام متزايد كل أربع سنوات... فمشاهدة مباريات البطولة متعة كبيرة وراحة نفسية لا يضاهيها الا نشوة الفوز أو هدف سعى الانسان من أجل تحقيقه ردحاً من الزمن!
ويخطئ من يعتقد ان ممارسة الرياضة أو متابعة مبارياتها لمجرد الهواية أو التسلية والقضاء على وقت الفراغ فهذا مفهوم خاطئ وقاصر، ومن يعتقده فهو انسان غير رياضي ويجهل أهمية الرياضة في حياة الشعوب.
وسأضرب مثلاً بسيطاً على أهمية الرياضة والدور الذي ترتقي به حتى تصبح واجهة وطنية تبعث على المزيد من الوحدة الوطنية، وتظافر أبناء الأمة الواحدة اتجاه هدف واحد يسعى إليه الجميع... فالشعب الايطالي في أمسية اقامة مباراة بلده في إحدى البطولات العالمية يحرص جميع أفراد الشعب على لّم شمل أسرهم، والتجمع حول طاولة افطار واحدة للسهر على تشجيع الفريق، مرتدياً كل فرد من أفراد الاسرة القميص الازرق الذي يرمز إلى لون الفريق مديلاً بأرقام وأسماء لاعبيه البارزين والمحببين لذلك كل أسرة سواء كان هذا اللاعب من أسر روما أو انتر ميلان أو جوفنتوس، انما يبقى الهدف واحداً وهو «ايطاليا» ولم تجد الحكومة حرجاً حينما أعلنت قبل أيام حالة الطوارئ في الأماكن المهمة كالمستشفيات بسبب توقيت المباريات المبكر للمونديال الالماني (4 عصراً بتوقيت البحرين) وهي التي تتزامن مع فترة العمل الرئيسية في ايطاليا.
ولن أكون مبالغاً حينما أقول انني شاهدت في الجماهير البحرينية الكثير من المظاهر العفوية التي تدل على شغف الانسان البحريني البسيط وتعلقه بمنتخب بلاده، وقد كان ذلك حينما كان المنتخب يلعب في دول مجلس التعاون الشقيقة سواء كان في تصفيات كأس العالم أو دورة كأس الخليج. إذ كان المشجعون يتهافتون على السفر متحملين العناء ومشقة ومخاطر الطريق لدرجة أن الكثير كان لا يتناول الا وجبة واحدة، وعلى رغم ذلك كنت أجد المتعة والسعادة على الوجوه حينما يفوز منتخب البحرين.
وما دمنا قد دخلنا مرحلة الاستمتاع بمشاهدة مباريات الفن الرفيع فإن السؤال الحائر الذي يدور بيننا دائماً، لمن تقرع أجراس مونديال ؟
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1373 - الجمعة 09 يونيو 2006م الموافق 12 جمادى الأولى 1427هـ