قلق ورهبة وساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر ترقباً لإعلان نتائج الشهادة الثانوية عبر موقع وزارة التربية والتعليم لطلاب الثانوية العامة لمدراس مملكة البحرين، ولكن بعد كل هذا الانتظار خيبة أمل تركت صدمة كبيرة على وجهوه الطلاب.

لم تتمثل هذه الصدمة في رسوب الطلاب أو النتائج الضعيفة - لا سمح الله - أو عدم إعلان النتائج، ولكن كانت الصدمة في مشاهدتك للعبارة «تم اختراق السيرفر» في بداية دخولك لرؤية النتائج فقد تم اختراق موقع الوزارة!

إن موضوع الاختراق موضوع مزعج ويبدو أنه يمثل إحدى صور سوء استخدام التقنية والعبث بنعمة التكنولوجيا، وهو بلا شك أمر يحز في النفس أن نرى هذه النماذج السيئة ممن يقلبون النعمة إلى نقمة، فالهجوم على المواقع واختراقها على شبكة الإنترنت يعدان من جرائم الإنترنت المذمومة، وتأخذ هذه الظاهرة السيئة صوراً عددية فقد تكون على هيئة اختراق المواقع الرسمية والشخصية أو اختراق الأجهزة الشخصية أو اختراق البريد الإلكتروني للآخرين. ولعل جميع هذه الصور مع اختلافها إلا أنها يجمعها أمر واحد وهو كونها جميعاً تبدأ بانتهاك خصوصية الشخص، وهذا سبب كاف لتجريمها، فضلا عن إلحاق الضرر المادي والمعنوي بالمجني عليهم.

ولعل السبب الكامن وراء اختراق شبكات الكمبيوتر والإنترنت، دوافع اقتصادية هي عبارة عن سرقة أرقام بطاقات إنترنت والسطو على حسابات أو تكون دوافع سياسية وأمنية، وذلك بالسعي إلى الحصول على الأسرار العسكرية والأمنية أو الاستفادة من مآرب أخرى في هذا الصدد، ولكن من أهم دوافع الاختراق هي الدوافع الاجتماعية النابعة من ثقافة مشوهة والتي يكون فيها الاختراق فرصة للتباهي والتفاخر وإثبات الذات، وهي كثيرا ما تحصل للأسف على أيدي الهواة وطلاب الجامعات والمبهورين بإمكانات التقنية الحديثة. ودراسة الجانب الاجتماعي دراسة معمقة هي النافذة التي من خلالها نستطيع الحد من السلوكيات السلبية في التعامل مع تقنية المعلومات، وذلك بزرع الحصانة الذاتية لدى الأفراد عن طريق التوعية المستمرة في مجتمعاتنا بكيفية استغلال التقنية الاستغلال المثمر.

وكلمة أخيرة لكل من تسول له نفسه تخريب واختراق المواقع أن يعلم أن التقنية تعني العلم، والعلم يتطلب أناساً مثقفين فلا تنس هذا منذ اللحظة الأولى التي تخطو فيها في الإنترنت... فإن كنت جاهلاً فالإنترنت سيكون بالنسبة لك وسيلة للتسلية فقط وهذا قد يؤدي بك إلى العبث والتسلية في تخريب المواقع أو تخريب أجهزة أصدقائك عبر الإنترنت أو التجسس عليهم وبذلك تصبح عبئاً على شبكة الإنترنت...

بل على العكس حاول أن يكون جهدك ثروة للإنترنت تعطيها كما تأخذ منها وتزيدها مما لديك واتق الله حيثما كنت وحيثما تحركت