من أكثر الأفعال التي تصيب المواطنين بالإحباط والغضب والقهر، تلك الأبواب المغلقة التي يجلس خلفها بعض المسئولين ولا (يتنزلون) لمقابلة خلق الله من المواطنين والمقيمين المراجعين الذين تتعقد معاملاتهم وتتعطل وتتشعب، ولا يتطلب حلها سوى الالتقاء بذلك الجالس في برجه العاجي ليتحفهم بتوقيعه الكريم المبارك!
حينما تأتي إلى الصحف، وتقرأ التصريحات واللقاءات الصحافية، تجد نفسك أمام راحة نفسية عظيمة. فغداً ستطرق باب المسئول ليقابلك مرحباً ومعبراً عن سعادته بلقائك. وحين تشاهد الحوارات التلفزيونية، يصل بك الحماس من شدة الفرح والسرور إلى أن تقوم لتقبل شاشة التلفزيون وتهدي ذلك المسئول العظيم قبلات فوق جبينه تكريماً لهذه المواقف في سبيل خدمة الوطن.
لكن، إن كنت تريد أن ترى الخير، كل الخير... اذهب إلى مكتبه لتعبر له على أرض الواقع أنك تحترمه وكدت تقبل جبينه وأنت تشاهده في التلفاز ولست تريد سوى انجاز هذه (المعاملة) البسيطة... رحم الله والديك!
هل ستقف في ذلك الموقف؟، أم ستجد السكرتيرة ومساعدتها ومساعدة مساعدتها ورئيسها والفراش يحيطون بك ليقدموا أعذاراً مختلفة الألوان؟!
هذا الحديث دار بيني وبين أحد الأصدقاء بعد أن التقينا في حفل زفاف نجل وزير الداخلية قبل أيام. في تلك الليلة، كان من السهل عليك وأنت تصطف مع المهنئين أن تشاهد وجوهاً من كل أنحاء البحرين... من الزلاق مروراً بدار كليب وقرى الغربية والشمالية مروراً بمدينة حمد وانتهاءً عند الحد وعراد والبسيتين وسماهيج... وبأعداد هائلة صغاراً وكباراً! ترى، لو لم يكن ذلك الرجل (الوزير) أخاً لكل هؤلاء، هل كان سيدعوهم؟ وهل كانوا سيلبون الدعوة؟ ويبدو أن محبة الناس دفعتهم لمشاركة الوزير فرحته بزفاف نجله، وكذلك الحال بالنسبة لنا جميعاً، نريد أن نصبح مع المسئولين جميعهم قلباً وقالباً...
وإن جئنا للحق، فأهل البحرين، تنكسر في خدودهم وردة كما يقولون... فما ضر كبار المسئولين أن يكونوا إخوة وأصدقاء للمواطنين... أمر سهل، أليس كذلك؟
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 1370 - الثلثاء 06 يونيو 2006م الموافق 09 جمادى الأولى 1427هـ