الديمقراطية ليست ترفا، لهذا ينبغي ان نستغلها لصالح التغيير والتحديث والاصلاح، وكلما تباطأ المصالحون في تعبئة الاماكن ملأها المفسدون والانكشاريون اعداء التغيير. والتغيير يحتاج إلى عقول منفتحة فالعقول مثل مظلات الطيارين لا تنفع حتى تفتح. كلنا بحاجة إلى تغيير اكسجين التفكير وفتح نوافذ الادمغة لتجديد هواء الافكار وترميم أوهدم ما لا يصلح للاستمرار وخصوصا في ظل تبدل العصر ومعالمه.
كثيرون من الادباء ضاعوا في عالمنا العربي بسبب التربة الفكرية المالحة التي تملأ العقول الشرقية، وترفض التغيير. تقول سنية صالح في الاديب محمد الماغوط: «مأساة محمد الماغوط انه ولد في غرفة مسدلة الستائر اسمها الشرق الأوسط). لو كان الماغوط غربيا لجعلوا منه تمثالا من ذهب. اقول: الاصلاحيون يجب ان يعملوا لتغيير كل صور التخلف في عالمنا العربي، وأن لا يسمحوا للعقول العصابية قمع الناس وتحدي إرادة البشر.
إلى من يشكو الموظف المسكين إذا قمعه رب العمل؟
بعض مؤسساتنا مازالت تقمع ابناءنا بصورة إجرامية بسبب غياب الرقيب. النواب يجب ان يتحدثوا عن هذه الآلام التي يتعرض إليها هؤلاء الموظفون. بالأمس تناقل المجتمع البحريني خبر سقوط موظفة في احدى الشركات البحرينية للاتصالات نتيجة تعرض أحد مسئولي الشركة لهذه الموظفة والضغط عليها إلى درجة وصولها إلى مرحلة الاغماء فسقطت مغشيا عليها. ليست هذه المرة الأولى التي يقوم فيها المدير بهكذا تصرف. هناك حال استياء بسبب تصرف هذا المسئول، وهناك حال تململ وضياع وتشتت وعدم استقرار في الشركة بسبب تصرفات هذا المسئول. الشركة مهتمة بالاتصالات إلا اتصالات الشعور مع هؤلاء الموظفين الغلابة.
السؤال: أين النواب مما يجري على هؤلاء المواطنين؟ أين الرقابة العامة من ذلك؟
لابد ان تسعى الصحافة والنقابة ومجلس النواب لإيصال هذا الواقع المؤلم إلى المسئولين في الدولة، لأن ذلك يؤدي إلى تشويه صورة الشركة واضعافها أمام الجمهور والمجتمع والناس. الموظف البحريني ينبغي ان لا يكون هو الحلقة الأضعف بين الناس. وكذلك في فترة بسيطة وبعد ان صرفت شركة بحرينية أخرى مبالغ ضخمة لتدريب طيارين حزموا امتعتهم للسفر والذهاب إلى بلدانهم وعددهم يقارب طيارا ذهبوا على رغم المصاريف الضخمة التي صرفت عليهم. السؤال: كيف إذاً نحقق البحرنة؟ وهناك في شركة مسئول مهووس بقمع البحرينيين، وفي شركات أخرى بعض المسئولين يسعى لاجنبة المناصب.
الاصلاح الاقتصادي يتم عندما تتكاتف كل الجهود ويتم تطهير المؤسسات والوزارات من أي مسئول يعبث بالمواطنين، ويسعى لإيذائهم وكأنه مازال يعيش في أيام قانون أمن الدولة. ان تلك الأيام ولت، وعلى كل مدير أو رئيس قسم احترام حقوق الانسان، ان الثروة الحقيقية لهذا الشعب هم هؤلاء الشباب وهذه الخمات البحرينية التي تعمل ليل نهار لرفعة البحرين، ان شعور أي مواطن بالاحباط في هذه المؤسسات يعمل على تجميد كل طاقته، وبالتالي القضاء عليها.
نتمنى من النقابات في هذه الشركات التحدث للصحافة، لتوصيل صوت هؤلاء المعدمين إلى المسئولين وما يجري على خلق الله. طبعا ما حدث قبل يوما في وزارة الكهرباء والماء من تغييرات أثرت كثيراً على نفوس الموظفين والمهندسين على شتى اطيافهم، ذلك ان الموقف لم يمر في بعض مواقعه وفق معايير علمية. وهذه ليست هي المرة الأولى التي يتم فيها ذلك. وزارة الكهرباء والماء بحاجة إلى منشطات إدارية سلمية في اسلوب التعاطي مع الموظفين. اتمنى من المسئولين في الدولة النظر إلى قطاع الكهرباء عن قرب إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، كيف يستطيع هذا الموظف ان يجد ويجتهد في عمله؟ موظفة في الوزارة يشك البعض انها تمتلك مصباح علاء الدين في تنقلاتها «الدورماتيكية» في المناصب، وذلك ليس عجيبا في وزارتنا الغرآء التي لن تفاجأنا بالانقطاعات هذا العام لأن الخلل الإداري له تأثير سيكولوجي على كل شيء بما في ذلك نفوس الموظفين عندما يشعرون بالغبن
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1368 - الأحد 04 يونيو 2006م الموافق 07 جمادى الأولى 1427هـ