العدد 1367 - السبت 03 يونيو 2006م الموافق 06 جمادى الأولى 1427هـ

خصوصية نسائية

ندى الوادي nada.alwadi [at] alwasatnews.com

.

عقد اجتماع في فرنسا العام للميلاد يبحث شأن المرأة، وما إذا كانت تعد إنساناً أم لا؟ وبعد النقاش، قرر المجتمعون أن المرأة إنسان، ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل.

وفي العام ، صدر في فرنسا كتاب يحمل عنوان: «امرأة في بلاد رجال السياسة» تنتقد مؤلفته لوسيل شميت بشدة رجال السياسة بقولها: «ينبغي الاعتراف بأن عالم السياسة عالم رجالي مغلق، فبعض هؤلاء الساسة الرجال يدعمون دخول المرأة المعترك السياسي والبعض الآخر يعارضه أو يتحفظ عليه، لكن هذا النقاش يبقى مجرد حوار صالونات لا يغير شيئا من حقيقة الأوضاع، فحضور النساء على الساحة السياسية ضعيف جداً، وحين يسمح للمرأة بدخول المعترك السياسي يكون ذلك لاهداف انتخابية بحتة، من أجل استقطاب أصوات النساء لا غير، ولا تعطى للمرأة التي تتولى منصبا سياسيا الحرية في التحرك والعمل بشكل فاعل من أجل تحسين أوضاع النساء اللواتي يعانين من الفقر أو البطالة أو عدم تكافؤ الفرص مع الرجال».

مر عاماً بين الحادثين، ولكن لا يبدو أن فارقاً كبيراً حصل بين الموقفين. لقد اجتمع الفرنسيون في العصور الوسطى، ليناقشوا «إنسانية» المرأة، وتوصلوا بحمد الله إلى اعتبارها «إنسانا»، ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل، مانحينه درجة أعلى في «الإنسانية» بالتالي. وبعد عاماً، جاءت إحدى حفيداتهن، لتؤكد أن المرأة لاتزال إنساناً «خلق لخدمة الرجل»، حتى في المعترك السياسي، فحين يسمح للمرأة بالمشاركة السياسية، فالهدف هو استقطاب أصوات النساء لا أكثر. وعلى رغم هذه المفارقة «الفرنسية»، فالأمر سيان في باقي دول العالم من دون استثناء، فالممارسة السياسية لاتزال رجالية بامتياز، وعالم السياسة لايزال عالماً «رجالياً».

هل يمكن للمرأة أن تدخل هذا العالم، وتشارك فيه؟ وهل ستتمكن أصلاً من إحداث أي تغيير إن دخلت فيه، وتتغلب على نزعات «الأنانية» التي تسيطر على أي رجل دخل المعترك السياسي، والتي تبدو أمراً طبيعياً جداً لأي رجل نال منصباً سياسياً، فهو يفكر بشكل أوتوماتيكي: «كيف يمكنني أن أحتفظ بهذا المنصب؟».

تنصح كاتبتنا الفرنسية المرأة إن أرادت أن تدخل المعترك السياسي، بأن تترك الأنانية جانباً، وألا تنسى قضايا النساء وتضعها نصب عينيها، لأنها في هذه الحال وحدها ستحدث فارقاً في المعترك السياسي، ينبغي عليها قبل أن تفكر في تأمين مستقبلها السياسي، أن تفكر - كما تقول الكاتبة الفرنسية - في كل امرأة محرومة أو مستغلة أو مضطهدة سواء من قبل زوجها أو مستخدمها، وأن تعمل ما بوسعها من أجل تحسين ظروف هؤلاء النساء ومنحهن فرصاً أكبر في التعليم والعمل والعيش بحرية وكرامة.

هذه النصيحة «الفرنسية» موجهة إلى مترشحاتنا الفاضلات، ولكل امرأة تسعى إلى الترقي في مجال السياسة في بلدنا البحرين، المنصب ليس هو المهم، الوصول والنجاح في الانتخابات ليس هو المهم، لأن عالم السياسة يسيطر عليه الرجال ولن يغير حصولهن على المنصب السياسي في الأمر شيئاً، ما سيحدث الفارق بحق، هو مقدار ما يمكن أن تقدمه المرأة لأختها المرأة، لأنها تفهمها، وهي الأقدر على تمثيل قضاياها. ليس عليها أن تصارع لاتباع أعراف وضعها الرجل في عالم من صنعه، عليها أن تبتكر أعرافها الخاصة، وأن تحافظ على خصوصيتها كامرأة، فبتلك الخصوصية وحدها، تصبح مخلوقاً مميزاً، لم يخلق لخدمة الرجل.ثيل قضاياه

إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"

العدد 1367 - السبت 03 يونيو 2006م الموافق 06 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً