نقل الاعلام الكردي ان اجتماعاً تم بين الاكراد والايرانيين، وأن وفدا رفيع المستوى من هيئة تشجيع الاستثمار في حكومة إقليم كردستان اجتمع مع ممثل محافظة همدان الإيرانية في السليمانية، برئاسة ابراهيم روستمي، ونقابة أصحاب المواشي والدواجن بمدينة همدان، وذلك في مكتب محافظة همدان في السليمانية، بحضور عدد من التجار والمستثمرين وممثلين عن أكثر من 20 شركة بالمدينة، وتم خلال الاجتماع بحث آلية تطوير القطاع الزراعي وقطاع المواشي والدواجن في إقليم كردستان.
وقال الاعلام الكردي إن الوفد الايراني قدم بروتوكولاً بهذا الشأن الى هيئة تشجيع الاستثمار على أساس أن إيران تنوي وتسعى لإنشاء مشروعات كثيرة في مجال القطاع الزراعي وتطوير قطاع الدواجن في السليمانية، والاستفادة من أراضي إقليم كردستان في مجال الزراعة.
وفي الحقيقة أن علاقة الأكراد والإيرانيين في تحسن مستمر، ويبدو أنها تسير نحو الأحسن، خصوصاً أن أكراد العراق قالوا في أكثر من مرة إنهم يريدون علاقة من حسن الجوار من الدول المجاورة، التي بوسعها تبديل شكل تعاونها من الأمني إلى الاقتصادي والخبراتي، وهو ما يستفيد منه الشعبان الكردي من جهة، ورجال الأعمال في دول الجوار من جهة أخرى. وهذا ليس عيباً في العلاقات الدولية، ففي كثير من الدول التي تتعامل على أساس أنها عظمى، تشن الحروب وتثير الفتن لأجل تصريف السلاح إرضاء لتجار الأسلحة أو تحريكا لرساميل مكدسة في حوزة رجال الأعمال.
وثمة من يرى أن ما تعمله إيران شئ يخدم الأكراد والايرانيين، إذ يشكل أرضية ملائمة لعودة الثقة بين شعبين حكم عليهما التاريخ والجغرافيا أن يكونا لصيقين إلى يوم الدين. مع ذلك فإن الذي يحصل بين الطرفين يحتاج إلى تعزيز المواقف الايجابية وتطويرها، والاستفادة منها والتأسيس عليها، وأن تكون بادرة حسنة لبناء علاقات سياسية جيدة عنوانها احترام الإرادات والمصالح، فتهديد كردستان اليوم يعني تهديد مصالح أكثر من دولة، خصوصاً أن لإيران اليوم 500 شركة استثمارية تعمل في كردستان.
بقي القول وبعيداً عن كلام وفد هيئة تشجيع الاستثمار بأن البروتوكولات الاستثمارية تؤسس لعلاقات ودية بين كردستان العراق وإيران، وبعيداً عن الطلب الكردي من الوفد الإيراني تشجيع الشركات والمستثمرين الإيرانيين للمجئ إلى كردستان والاستفادة من التسهيلات التي تقدمها حكومة الاقليم للاستثمارات الأجنبية في الاقليم، فإن بناء المصالح وفتح الأبواب بين الدول تؤسس لعلاقات مجتمعية مهمة، وهي بالتالي تخلق ثقافة التعايش واحترام التطلعات ومصالح الأطراف، هذا على المستوى الدولي... فكيف إذا كانت بين إيران والأكراد الذين تجمعهم بها عوامل أخرى أكثر عمقا في التاريخ
إقرأ أيضا لـ "فاروق حجي مصطفى "العدد 1361 - الأحد 28 مايو 2006م الموافق 29 ربيع الثاني 1427هـ