العدد 1360 - السبت 27 مايو 2006م الموافق 28 ربيع الثاني 1427هـ

بداية الثمار: مؤسسة تريد التبرع لملف المدمنين

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

تلقيت أمس اتصالا من أحد المهتمين بشأن مقترح بناء مركز لتأهيل مدمني المخدرات، وقال: إن احدى المؤسسات البحرينية أرسلت عضوا من اعضائها إلى مركز المؤيد يوم امس تخبرهم عن عزمها المساهمة في بناء هذا المركز النمودجي، أو سد بعض حاجيات الطابق العلوي للمركز الآخر (مركز المؤيد)، لتهيئته للمرضى المدمنين الذين يراد علاجهم. نتمنى من وزارة الصحة الاسراع في فتح هذا الطابق فعلى قائمة الانتظار اعداد كبيرة من الشباب البحريني. حقيقة، شعرت بالسعادة وأنا أرى أول ثمرة بدأت تلوح في الأفق بعد البذور التي رحنا نلقيها لأجل هؤلاء المعدمين من المدمنين. إنه موقف إنساني كبير تستحق عليه هذه المؤسسة الشكر، وإنه يدل على مدى تحملها وأعضائها للمسئولية، وتحملها لهذا الهم الوطني الذي بدأ يؤرق الجميع. أتمنى من المصارف البحرينية والقطاع الخاص والتجار الدعم الكامل لهذا الملف، فإن خطر المخدرات لا يستثني أحدا. إن كثيرا من العوائل وقع ابناؤها ضحية هذا السم القاتل، وإننا لو عملنا جميعا كفريق عمل واحد للسيطرة عليه فإننا سنجنب أبناءنا خطر هذا السم القاتل. يجب أن يتعاون الجميع مع وزارة الداخلية، ومع وزارة الصحة ومركز المؤيد لتحقيق مشروع بناء مركز نموذجي، كما نتمنى دعم الحكومة ايضا.

لغة الارقام هي افضل لغة، لكنني قبل الدخول في هذه الارقام، لأصور عمق الجرح، لابد من التطرق لعائلة بحرينية انهارت وسقطت بسبب هذا التعاطي. لا أريد أن اصنع حزنا للقارئ، ولا أريد أن اقلب المواجع، أو أخطف دمعة من دموع الناس لهذه المأساة، بقدر ما أريد أن اصور حجم الألم، علنا نحذر ونتنبه إلى أبنائنا، علنا نساهم ونتفاعل لاحتواء هذه الازمة التي بدأت تؤرق العالم. عائلة بحرينية كان الاب يتعاطى المخدرات، إلى أن حقن نفسه ذات يوم بإبرة ملوثة بفيروس الايدز، انتقل المرض إلى هذا البحريني المتزوج، إلى أن انتقل إلى زوجته الحامل، وانتقاله لها أدى إلى اصابة الجنين. هنا وقعت ثلاث ضحايا للايدز، المتعاطي والزوجة والجنين. هل تعلمون ماذا حدث لهذه العائلة؟ بعد فترة توفي الزوج والزوجة والطفل بسبب الاصابة المنتقلة من مرض الايدز! لقد وقعت كارثة كبيرة بسبب هذا التعاطي، وتلاشت هذه العائلة البحرينية في لحظات. الواقعة سببت صدمة كبرى للمجتمع. لماذا لا نعمل سويا جمعيات وصحافة ودولة ومؤسسات مجتمع مدني لاحتواء ما يمكن احتواؤه؟ البحوث العلمية الحديثة تشير إلى اختلاف سمات المدمنين بين الامس واليوم. في السابق يتم التعاطي بتدرج، يبدأ بحشيشة، ثم يتجه نحو الاقراص، ثم إلى مواد ليست لها مضاعفات كبرى، وفي نهاية المطاف يلتجأ إلى الأخطر، وهو استخدام الابر، أما الآن فيبدأ الكثير من الشباب مباشرة إلى الاحتقان بالابر، ما يسبب سرعة وفاتهم!

إن عدد الذين يتراودون على وحدات العلاج زاد بشكل غير طبيعي، فقد كان عدد المترددين من المدمنين في العام 1983 هو 1995 وزاد في العام 2000 إلى 2741 مترددا، وفي العام 2003 زاد إلى 4439 وفي العام 2004 إلى 5587 مترددا.

هذا، اضافة إلى ازدياد المضبوطات التي يتم اكتشافها من قبل، كما ينشر في الصحافة. لماذا نطالب الحكومة والقطاع الخاص بتأسيس مركز للتأهيل كما هو موفر في دول الخليج؟ المدمن كي يشفى - كما يذكر أحد البحوث - يحتاج إلى مراحل:

1 - مرحلة التقييم وتشمل التقييم الجسدي والنفسي والاجتماعي.

2 - مرحلة سحب السموم والعلاج.

3 - مرحلة التأهيل: وهي مرحلة طويلة الأمد تهدف إلى دمج المدمنين في المجتمع من خلال مساعدتهم على اكتساب مهارات حياتية تساعدهم على العيش بلا مخدر، فريق علاجي ماهر، مرشدين نفسيين واجتماعيين، متطوعين، محاكم خاصة للمدمنين تركز على مساعدة المدمنين بتوفير العلاج من العقاب أو السجن. هذه نقطة في غاية الاهمية فالحبس والسجن والضرب ليست الحل، وانما الحل يكمن في التأهيل وتوفير فرص العمل لهم بعد الشفاء لدمجهم في المجتمع.

لعلكم سمعتم عن «زمالة المدمنين» وبرامجها العظيمة. سنتحدث عنها لاحقا. ختاما نشكر الجهة المتبرعة وهي أول الثمار الايجابية التي يمكن من خلالها الدخول في آليات عملية لاستيعاب هذا الملف الخطير إن شاء الله

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1360 - السبت 27 مايو 2006م الموافق 28 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً