العدد 1359 - الجمعة 26 مايو 2006م الموافق 27 ربيع الثاني 1427هـ

مع «الإلكتروني»... رحنا ملح

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

المدة الباقية على الانتخابات النيابية والبلدية قصيرة جداً (إن شاء الله)... ولأن المسئولين عن إجراء الانتخابات القادمة كانوا قد أعلنوا (سلفاً) أن التصويت في هذه المرة سيكون بالطريقة الإلكترونية فإنه يطلب من المواطنين التالية أسماؤهم سرعة التوجه إلى أقرب مركز حكومي تابع للإدارة المعنية بالإشراف على حسن سير (ونظافة) التصويت، وذلك حتى يتم إعطاؤهم دروساً تعليمية (كورسات) في كيفية استخدام الحاسوب الشخصي (اللاب توب)... وفتح الموقع المحدد للتصويت الإلكتروني... وتسجيل الدخول الشخصي بالبصمة الإلكترونية... ومن ثم التصويت (الكمبيوتري) للمرشح الذي يفضلون دخوله إلى المجلس البلدي القادم، أو مجلس النواب القادم...

الأشخاص المطلوبون للكورسات الإلكترونية هم: أم العبر، أم الورد، أم شعوم، أم دانو، أم كروم، أم الحمالي، أم فرزان، أم علوي المكرفس، أم حمود الدب وأم كروش... بودريا، بودبة، بوخشووم، بونخرة، بو دومن، بوقمشة، بوبراطم، بوطماطة، بودامة وبوعطوس... ولأن أعمار جميع المطلوبين فوق الثمانين عاماً (بقليل) لذلك يجب عليهم جميعاً الحضور شخصياً مع مرافق واحد (على الأقل) لكي يسندهم ويساعدهم في الوقوف والسير ويساعدهم في السمع...

التصويت الإلكتروني وممنوعية مراقبة عملية التصويت من أية جهة محايدة... يعني الواحد إيش يقدر يقول غير هذه بدعة... نعم هذه بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة صاحبها في... إذا كان التصويت الإلكتروني لم ينجح (حتى) في أكثر الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأميركية فكيف سينجح في البحرين؟ وما هي الضمانات التي يقدمها المسئولون عن سير الانتخابات حتى تخرج نزيهة؟

بداية، وقبل الكلام عن النزاهة (يا ريت) ونتمنى أن يقوم المسئولون عن الانتخابات الإلكترونية القادمة بإعطاء شرح مفصل عن عملية التصويت الإلكتروني... وكيف سيتم وكيف ستحسب الأصوات وكيف سيكون منزهاً وغير مخترق، وكيف سوف لن تتم عملية سحب الأصوات (بعيداً عن الأعين وبالخفاء) من مترشح غير مرغوب في فوزه وإعطائها هدية لمترشح آخر مرغوب فوزه، وكيف يمكن مراقبة نزاهة هذا التصويت والتأكد من حياديته، ومن هم المسموح لهم بالمراقبة...

وبعد ذلك على المسئولين عن عملية الانتخابات أن يوضحوا لنا كيفية العملية التي ستسمح للعدد الكبير من المواطنين الكبار في السن أو غير المثقفين أو غير الدارسين والذين لا يعرفون حتى التوقيع بالقلم... وهم يستخدمون أصابعهم في البصمة على الأوراق... عليهم أن يشرحوا لنا كيفية إقناع هؤلاء القوم بإجراء عملية التصويت الإلكتروني على الكمبيوترات وهم أصلاً لا يعرفون ما هو معنى كمبيوتر، وأنا عندي الكثير من الشك في أنهم يقدرون على لفظ كلمة كمبيوتر أو حتى حاسوب آلي...

أيضاً نحن نتساءل دائماً عن الضمانات التي سيقدمها المسئولون والتي من الممكن أن تثبت أن عملية التصويت سيكون فيها الكثير من النزاهة، وأن السلطات ستقف في الموقف الحيادي بين المتنافسين على الكراسي في المجلسين (النيابي والبلدي)... نتساءل عن الضمانات في نظافة إحصاء الأصوات، والمناطق الصحيحة لكل ناخب، والتأكد من أن لكل مواطن صوتاً واحداً فقط وفي منطقة انتخابية واحدة، والتأكد أولاً أنه مواطن (يعني مو من بره) ومسموح له بالتصويت... وذلك في ظل القانون الذي يمنع على أي من الجمعيات الحيادية مراقبة عملية سير الانتخابات...

وأخيراً فإن المواطن العادي دائماً ما يتساءل عن السبب الذي جعل صاحب القرار يصر على إجراء التصويت القادم بالطريقة الإلكترونية التي أثبتت فشلها في دول أخرى... المواطن يتعجب ويتساءل إن كانت هناك طبخة محبوكة للانتخابات القادمة من جهة ما، وذلك حتى يفوز من يريدون له أن يفوز ويسقط من يريدون له السقوط، وبالتالي تكون الوجوه الموجودة على كراسي مجلس النواب القادم (ويمكن البلدي) هم من الناس المرغوب فيهم وليس من البعض الذين هم مغضوب عليهم...

الناس في الديرة (البحرين) تتكلم وتقول إنه إذا أصبح التصويت القادم إلكترونياً، ومن دون مراقبة شعبية فعالة وجادة، فهذا يعني أن مجلس النواب القادم سيكون بمعنى المجلس المعين... يعني انتخابات صورية..

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1359 - الجمعة 26 مايو 2006م الموافق 27 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً