لقد سعدت ككاتبة بتجاوب وزير التربية والتعليم من خلال مكالمة أجراها معي، ليوضح لي وجهة نظره بالنسبة إلى ما كتبته الأسبوع الماضي في هذا الباب عن إهمال الطلبة من فئة متلازمة داون... وأبدى استعداده التام للاجتماع برئيس جمعية متلازمة داون عادل عبدالله فخرو الذي طلب لقاء الوزير من قبل ولم يجد استجابة بحسب ما ذكر لي... لكي يتحدث عن مطالب أولياء أمور هؤلاء الطلبة. وأملت خيراً أن يكون الوزير ماجد علي النعيمي على استعداد للقائه ولقائي مع رئيس لجنة حق التعليم للجميع بالجمعية محمد المناعي عدد من أولياء الأمور مع مديرة التعليم الابتدائي عائشة عبدالغني، لبحث أفضل الوسائل وأحدثها لتعليم هؤلاء الطلبة... وكان الوزير يعتبر أن الاهتمام بفئة المعوقين بمختلف الإعاقات ليست مسئولية وزارة التربية والتعليم وحدها وإنما هم بحاجة لخطة وطنية تضعها وزارته مع وزارة التنمية الاجتماعية للاهتمام بإمثال هؤلاء الطلبة وموازنة أكبر مما هي متوافرة حالياً لدى وزارة التربية والتعليم.
كما أنه يعتقد أن من المفروض أن يحول هؤلاء الأطفال بعد عدة سنوات من الدراسة إلى مركز التأهيل الاجتماعي ليتعلموا حرفة تفيدهم في المستقبل... إلا أن الاستاذ عادل فخرو ومحمد المناعي وأولياء أمور الطلبة يعتقدون أن ذلك التحويل سيقضي على ما يمكن الوصول إليه كحد أقصى من قدرات هؤلاء الأطفال العقلية، وستتجمد عقولهم التعليمية لتقتصر على حرفة معينة فقط. وفي ذلك إضرار لعقولهم.
بينما دمج أطفال فئة متلازمة داون في الدول المتقدمة يقوم على تدريسهم في المدارس في فصول خاصة لكنهم ينتقلون إلى الصفوف الأخرى بحسب المادة التي يستطيع الواحد منهم التمكن منها. فيدرس مع الطلبة العاديين هذه المادة، ويتم تكييف منهجهم بحسب القدرات العقلية لكل طفل حتى يمكن لهؤلاء الأطفال الوصول إلى أقصى ما تستطع قدراتهم الذكائية الوصول إليه. إذ إن الأطفال من فئة متلازمة داون يستطيع بعضهم أن يصل إلى الثانوية إذا كان التخلف لديهم بسيطاً وبعضهم يكون ماهراً في قدرة معينة ومتخلفاً في قدرات أخرى. كما أني قرأت مرة أن أحد هؤلاء الأطفال عندما وجد التدريس الجيد للوصول بقدراته إلى أقصاها تخرج من احدى الجامعات. وأنا أعلم أنها حالات نادرة، لكنها تمنحنا الأمل لإتاحة الفرصة لهؤلاء الطلبة للوصول بذكائهم إلى أقصى مداه. وهذا من حقهم كما هو من حق الطلبة الذين يتمتعون بقدراتهم العقلية كاملة... ويكفي أن يجني القدر على هؤلاء الأطفال بهذه العاهة... لذلك علينا نحن أن نمنحهم الأمل والتفاؤل بجدوى حياتهم.
مديرة المدرسة (حوار الابتدائية الإعدادية) فاطمة عبدالجبار الكوهجي يوجد لديها طاقم من المدرسين المتخصصين للأطفال الذين لديهم مشكلات في الدراسة... ويوجد لديها طالب من متلازمة داون قالت لي إنه قد وصل إلى الصف الخامس الابتدائي على رغم أنه في الحادية عشرة من عمره. وهو قادر الأن على القراءة والكتابة واستخدام جهاز الكمبيوتر والدخول إلى الانترنت. وعبرت لي عن سعادته وثقته بنفسه عندما استطاع أن يصل إلى هذا المستوى التعليمي. حتى لو أنه قد لا يتمكن من التعليم أكثر من ذلك. لكن ذلك لا يمنع المحاولة من المدرسين من حوله من اكتشاف قدراته العقلية الأخرى.
أما أن يظل في الفصل الأول أربع سنوات... فهذا لا يدل على وجود خطة تهدف أن يعمل المدرسون للوصول بهؤلاء الأطفال إلى أقصى طاقاتهم العقلية وإلا لارتفع بعضهم إلى صف أعلى.
إن ما ينقص المدارس في الوقت الحاضر أن لديها مدرسين متخصصين لذوي الحاجات الخاصة والمتخلفين. لكن لا يوجد عدد كاف من المدرسين المتخصصين في التعامل مع الطلبة من فئة متلازمة داون. وعلى وزارة التربية والتعليم سد النقص بابتعاث طلبة للتخصص في هذا المجال فقط للتمكن من التعامل مع هؤلاء الطلبة وإفادتهم إفادة قصوى
إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"العدد 1359 - الجمعة 26 مايو 2006م الموافق 27 ربيع الثاني 1427هـ