لعلها لم تجد بداً من ايصال صوتها الى المجلس الأعلى للمرأة، أو ربما الى وزارة التنمية الاجتماعية وقبلهما الى وزارة الأشغال والإسكان... فقصة هذه المواطنة فيها من المعاناة الشيء الكثير.... بل لربما كانت واحدة من القصص المثيرة للدهشة في المجتمع البحريني الصغير. فكيف لفتاة شابة أن تتزوج مرتين.. لتتطلق مرتين، ولتصبح هي العائل الوحيد لثلاثة أطفال، بالإضافة الى رعاية والدها المسن وهي تبحث عن المأوى الذي يمكن أن يجمعها مع أطفالها الثلاثة في أمان بعيداً عن الأنياب التي (تنهش في البدن)؟
في غالب الأحيان، لا تتطلق المواطنة في بلادنا إلا وقائمة من المعاناة المريرة في انتظارها، سواء كان ذلك من جانب المجتمع أو من جانب أجهزة الدولة. وبالمناسبة، يمكن أن يضربنا الاستغراب حينما نشاهد كومة من الملفات لطلبات اسكانية طارئة. للمطلقات وأطفالهن لدى وزارة الأشغال والإسكان!
ولعل قصة المواطنة (أم زهير) ليست بغريبة على البعض. فمع شديد الأسف، صرنا نسمع قصصا وحكايات كثيرة من المعاناة والألم في أوساط المجتمع بسبب تدهور العلاقات داخل الكثير من الأسر ليتفرق شمل الأسرة الشابة، وليصبح الأطفال «ضحايا» لا ملجأ لهم إلا حضن الأم في غالب الأحيان. بينما يهيم الأب غير مكترث لا بنفقة ولا بسؤال عن أوضاع أولئك (البشر) الذين يحتاجون الى لحظات طوال من الحنان والأمان والرعاية!
ما تطلبه (أم زهير) التي أرادت ان تحمل «الوسط» رسالتها الى وزير الأشغال والإسكان والى المجلس الأعلى للمرأة هو أن يستمع اليها أحد لينظر الى وضعها وهي تواجه المصاعب بحثاً عن مأوى يلمها مع أطفالها الثلاثة بعد أن تخلى عنهم (ابواهم)... فلديها ولدان من أب وبنت من أب آخر، ولعل كل ما تريده هو أن تحصل على شقة بصفة طارئة من الإسكان لكي تعيش فيها إذ ليس في بيت والدها المتهالك أي مجال للعيش
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 1355 - الإثنين 22 مايو 2006م الموافق 23 ربيع الثاني 1427هـ