العدد 1354 - الأحد 21 مايو 2006م الموافق 22 ربيع الثاني 1427هـ

ليبدأ التغيير من الجامعة

حسين الحليبي comments [at] alwasatnews.com

-

يبدو المشهد الجامعي لانتخابات مجلس الطلبة بجامعة البحرين مشابهاً جداً للمشهد الذي سيكون عليه حال الانتخابات النيابية والبلدية، فالمشاحنات والنزاعات الطائفية ونشر الشائعات وتشويه صورة الآخرين كل تلك الأمور أخذت حيزا كبيرا من أجواء المنافسة التي طبعاً لم تكن في غالبيتها شريفة في مضامينها بل كانت صورة من المجاملات والطعن من الخلف، وبعدها ترى الابتسامات ترتسم بشكل غير صادق بين بعض المتنافسين.

لم يكن هذا المشهد غريباً فالقيادات الطلابية بتمثيلها لقوائم طلابية طائفية هي من ساهم في زرع هذه الظاهرة، فبرامجها طوال الفترة الماضية قبل الانتخابات لم تكن تحوي أي هدف من شأنه تفكيك هذه الظاهرة المدمرة للجسم الطلابي، وإن كان بعضها يعمل بأهداف نبيلة تسعى إلى خدمة الطلبة كقائمة «الطالب أولا» ويشهد لها في أكثر من موقع إلا أنها لم تكن تسعى بشكل مباشر إلى نبذ هذا النزاع الذي تفجر في هذه الفترة، ومن جانب آخر هناك قيادات أخرى كانت تعمل لخدمة القرار الجامعي مهما كان مضرا بالطلبة ولم تلتفت أي التفات إلى مسألة النزاع الطائفي بل كانت تكرسه لزيادة الموالين لهذه الطائفة ومن ثم موالاة القرارات المجحفة بحق الطلبة.

ومن بين كل تلك القيادات تظهر لنا قيادات شبابية تحمل هما طلابيا نقيا يبتعد كل البعد عن التكتلات الطائفية متمثلين في قائمة تدعو إلى الوحدة الطلابية، إذ لم يكن هدفها الوصول لكراسي المجلس قدر ما كانت تعمل طوال العام الدراسي لنبذ هذه الظاهرة فكثيرا ما حملت برامجها التوعوية شعارات تدعو إلى التخلص من الطائفية المميتة التي أصبحت كالمرض الذي ينخر في الكيان الطلابي، كما أن موقفها الحالي في مسألة توزيع المناصب الإدارية بين التكتلين (الشيعي والسني) يبدو مشرفاً وصادراً عن وعي يليق بالطلبة الجامعيين فهي تعمل حالياً على خلق توازن طلابي بعيد كل البعد عن التكتل الطائفي الهدام.

إن المتابع للشئون الطلابية داخل جامعة البحرين يستطيع أن يتعرف على مدى تأثر هذا المجتمع الصغير بالمجتمع الأكبر خارج حدود الجامعة، كل ذلك نتيجة فرض أجندة كل طائفة على العمل الطلابي من دون النظر إلى المصلحة العامة التي تجمع جميع شرائح الطلبة، فكم نتمنى أن يبدأ التغيير من مجتمع الجامعة ليمتد للمجتمع الأكبر، فالطلبة هم الشريحة الواعية والمتعلمة التي تستطيع خلق حياة راقية

العدد 1354 - الأحد 21 مايو 2006م الموافق 22 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً