تتشابك خيوط المؤامرات العربية والدولية على حكومة «حماس»، من مصر العروبة والإسلام التي أشاح بوجهه وزير خارجيتها أحمد أبوالغيط عن استقبال وزير خارجية السلطة الفلسطينية محمود الزهار، إلى قطر عربي آخر قام بإعداد مسرحية أخرى (تهريب الأسلحة)، وهي مؤامرة ذات شقين: استهداف سورية، واستهداف «حماس»، وهو السيناريو الذي يؤدي إلى ابتزاز الأولى و«توريط» الثانية إطاعة للعم «سام»! إذ النتيجة المرتقبة إن سورية تمول وتساهم في الإرهاب ليس المصدر إلى «أرض الرافدين» بل أيضاً الإرهاب الفلسطيني!
طبعاً لذلك عدة أهداف، منها ابتزاز دمشق للحصول على موارد، والهدف الثاني إرضاء الطرف الأقوى عالمياً (أميركا)، والهدف الآخر من المسرحية هو توريط «حماس» أكثر فأكثر، وتضييق الخناق عليها حد الموت أو الاستسلام، إذ ليس من المنطق والعقل السليم أن تبقى لدى «حماس» النخوة والاعتزاز بالقيم والثبات على المبادئ وفي الوقت نفسه الكل من حولها قد باع القيم والمبادئ!
المفصل الصعب على الشعب الفلسطيني ليس التآمر الإقليمي (العربي) أو الأميركي/ الغربي (الدولي)؛ بل هو التآمر الداخلي من قبل سلطة الرئيس محمود عباس! وذلك في اتساق تام مع ميليشيا المافياوات غير المستفيدة من مجيء «حماس».
الوضع الداخلي أكثر ضغطاً على «حماس»، وهو ما حدا بأبوزهري أن يقول للصحافيين حين مغادرته معبر رفح بعد ضبطه وبحوزته مبلغ من المال: «بكل أسف بعض العاملين الفلسطينيين في المعبر الفلسطيني قاموا بحجز هذه الأموال»، كما أبدى أبوزهري أسفه «لاضطراره للجوء إلى مثل هذه الوسائل».
هذا هو الوضع الداخلي الضاغط على حكومة «حماس» من أجل إفشالها في عملية إدارة الدولة غير المنجزة على أرض فلسطين. وليس مهماً لديهم (سلطة محمود عباس والفتحاوية) ما يجري للشعب الفلسطيني من حصار وتجويع.
إن ضبط أبوزهري وبحوزته المبالغ المتبرع بها لأهلنا في فلسطين إنما يندرج تحت باب اكتمال حلقات التآمر والذل من لدن الجناح «الفتحاوي» الخاضع لسلطة محمود عباس. وبدلاً من تهريب محمود عباس والميليشيات التابعة لبوليسه، أموالاً لإعانة الحكومة الفلسطينية لممارسة دورها، وتسيير حياة الشعب الفلسطيني - نراه ينفذ أوامر الكيان الصهيوني ومن خلفه الأميركان بالحرف الواحد غير منقوصة أو مقصوصة، وذلك من أجل التضييق على حكومة «حماس» المنتخبة من قبل الشعب الفلسطيني.
إذا كان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يعتبر تسريب خبر «الضبط» تلطيخاً وتعريضاً بسمعة «حماس»، فإنه بلاشك مخطئ، فـ (عباس) يسيئ إلى كل من تبرع لـ «حماس» من العرب والمسلمين! ولن يزيد محمود عباس شرفاً أمر التفتيش والاعتقال لقيادي «حماس» (أبوزهري)، إنما يزيده انغماساً في وحل الذل والمهانة للكيان الصهيوني الغاصب ومن خلفه القوى الإمبريالية
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1354 - الأحد 21 مايو 2006م الموافق 22 ربيع الثاني 1427هـ