ما تقوم به جمعية البحرين للعمل الخيري والاجتماعي هذه الأيام من مساع لتنظيم حركة المؤسسات الخيرية والتطوعية جدير بالإشادة وشد الأزر، خصوصاً أنها بدأت التركيز على تطوير الأداء الإداري والتنموي بدورات تدريبيةعدة، مجانية أو بأسعار رمزية. هذا النمط من الجمعيات التنموية حقيق بالترويج لمنجزاته، لأن هذا كفيل بتوسيع رقعة الثقافة التطوعية وترشيد الوضع المربك للكثير من مؤسساتنا الخيرية، خصوصاً إذا كان القائمون على المشروع من الكوادر المتخصصة المشهود لها بالخبرة والممارسة وبحب الخير لهذا البلد.
أكبر السلبيات التي نلحظها في مجال التثقيف التطوعي هي الإعلانات التي لا تنقطع، عن دورات تدريبية تنظمها بعض الجهات لاختصاصيين من داخل وخارج البحرين بأسعار باهظة، يصل بعضها إلى 600 دينار مثلاً! فالمتشوقون للاستزادة من مثل هذه الدورات يصطدمون بالأسعار الخيالية لدورة لا تتعدى أسبوعاً واحداً.
نحن نعلم أن الموظف أو المؤسسة التي تحتضنه، بالكاد يغطون حاجات المجتمع بالمبالغ التي يجمعونها من هنا أو هناك، وبالتالي فهم أحوج إلى من يراعي ظروفهم المادية، وخصوصا من الجهات التي تتبنى برامج التطوير والتدريب. أما أن يصبح الوضع أشبه بمتاجرة مادية بحتة فذلك يحتاج إلى إعادة نظر. قد يتطلب أحياناً الترتيب لمثل تلك الدورات بعض المصاريف المكلفة، ولكن ذلك لا يجعلنا نحولها من كلف إلى «ضرائب تثقيفية»، وخصوصاً إذا كنا نرغب فعلاً في التطوير وتعميم الفائدة
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"العدد 1353 - السبت 20 مايو 2006م الموافق 21 ربيع الثاني 1427هـ