العدد 1350 - الأربعاء 17 مايو 2006م الموافق 18 ربيع الثاني 1427هـ

«إسرائيل» تتصدر قائمة مستخدمي الإنترنت

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كشفت دراسة صدرت حديثاً عن تبؤ «إسرائيل» المركز الأول بين الدول التي يقضي سكانها أكبر عدد من الساعات في استخدام الانترنت. وتقول الدراسة التي قامت بها شركة كومسكور نتوركس (comScore Networks)، وهي تمتلك قاعدة بيانات ضخمة خاصة بها تمكنها من إجراء إحصاءات مباشرة باستخدام الانترنت تتعرف من خلالها على أنشطة المستخدمين وسلوكهم، ان معدل عدد الساعات الشهري التي قضاها سكان العالم على الانترنت خلال شهر مارس/ آذار الماضي وصلت إلى نحو 31,3 ساعة في الشهر. كانت «إسرائيل» في المقدمة (7.75) ساعة، تلتها فنلندا (3.94) ساعة، ثم كوريا الجنوبية (2.74)، واحتلت فنزويلا المركز 15 بمعدل بلغ 35,3 ساعة. وأشار التقرير إلى أن كلاً من الدول الـ 15 الأولى التي جاءت في المقدمة تتمتع أيضا بانتشار واسع لخدمات موجات السعة الواسعة (broadband).

وأول ما يستغربه المطلع على نتائج التقرير هو خلوها من دول صناعية متقدمة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، واحتلال دول أخرى متقدمة مراكز متخلفة، ألمانيا (11)، وفرنسا (31). الملاحظة الثانية التي تثير الانتباه هي الفرق في المعدل بين الأولى (إسرائيل) والثانية فنلندا والذي بلغ نحو 8 ساعات في الشهر، إلى جانب فرق وصل إلى نحو 26 ساعة بين المعدل الإسرائيلي وذلك الدولي.

ربما في الوسع تحدي المعايير التي جمعت وفقا لها عينات البيانات، وكذلك طرق الجمع، ومدى سهولة الوصول إلى المعلومات... إلخ، لكننا في نهاية الأمر لا يمكننا أن ننكر أن ما جاءت به الدراسة يمكن أن يؤخذ كمعيار قياسي عام عريض قريب من الدقة.

الخطير في الموضوع هو الفئة العمرية للعينة التي شملتها تلك الدراسة والتي شملت من بلغ سن الخامسة عشرة وما فوق ذلك. فهذا يعني أن الجيل الإسرائيلي الشاب أصبح في مقدمة من يعتمدون على الانترنت وخدماتها الأمر الذي سيعطيه شيئا من الأفضلية في الكثير من أنشطته العلمية والبحثية، الأمر الذي سينعكس إيجابا على أداء «إسرائيل» المستقبلي في النواحي الأخرى، وفي مقدمتها الاقتصادية والعسكربة، ناهيك عن التخطيط الاستراتيجي.

الشيء المتوقع، والذي كان يمكن أن يطعن في صدقية تلك الدراسة لو ورد بين أسماء تلك الدول الخمسة عشر دولة عربية، بما فيها إمارة دبي التي يقطنها غالبية ساحقة من الأجانب.

السؤال الذي يقفز إلى ذهن من يطالع تلك الدراسة هو أليس في وسعنا تخصيص بضع ساعات من أوقاتنا مبحرين في الانترنت مستفيدين من بياناتها الغنية وخدماتها المتطورة، بدلا من استنزاف أوقاتنا في مماحكات عن أمور زمن وحده كفيل بها

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1350 - الأربعاء 17 مايو 2006م الموافق 18 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً