العدد 1347 - الأحد 14 مايو 2006م الموافق 15 ربيع الثاني 1427هـ

جماعة الجمعية... طائفية وشللية

علي نجيب ali.najeeb [at] alwasatnews.com

منوعات

غمر طلبة جامعة البحرين خلال الأسبوع الماضي حال من النشاط الممزوج بالبهجة العجيبة، وذلك إثر السماح للمترشحين لمجلس الطلبة ببدء حملاتهم الانتخابية، إذ تبدل الجو العام للجامعة بجو آخر جديد وغريب من نوعه لم يعتده الطلبة خلال أفضل فترات النشاط الطلابي العادي، وذلك لأن ألوان البيئة المحيطة بالطلبة تبدلت بالكامل لتحل محلها ألوان وصور المترشحين التي ملأت الجدران والسطوح الزجاجية وحتى الفضاء البسيط الذي يعلو رؤوس الطلبة داخل المباني.

ومن المؤكد أن جواً رائعاً مثل هذا جدير بأن يعيشه الطالب بكل ما فيه من فرص المشاركة والتفاعل والحضور، إلا أن الانتخابات العامة للجامعة جعلت عموم الطلبة يغفلون الجزء ذا النسبة العالية من الأهمية في الانتخابات، والذي يتشكل به النصف الآخر من مجموع أفراد مجلس الطلبة الـ 22، وهي انتخابات الجمعيات العلمية والأندية.

ونقطة الصفر التي نود البدء منها أن عمادة شئون الطلبة أقفلت القوائم التي تضم أعضاء الجمعيات والأندية منذ بضعة أيام، وكانت المفاجآت من نصيب الكثيرين من الطلبة الذين يحسبون أنفسهم أعضاء داخل تلك الجمعيات أو الأندية، إلا أنهم تفاجأوا بأن أسماءهم غير مدرجة في القوائم التي تم نشرها على موقع الجامعة، وهو ما أثار حفيظة الكثيرين، إذ لاتزال الجمعيات بإداراتها تمارس ذلك التصرف من فرز استمارات العضوية بين فئتين، ومن ينتمي لـ «فئة الإدارة» يحظى بالقبول والتزكية، ومن يخالف الفئة في توجهها تلقى استمارته طريقها نحو حاوية القمامة.

وعلى رغم أن رؤساء الجمعيات جميعاً ينفون مثل هذا التصرف ويستنكرونه ويقولون «أنا افعل ذلك؟!» فإنها حقيقة يبصم على وجودها بالعشر، والأسباب متعددة، فالبعض يمارسون الشللية داخل الجمعية أو النادي، ولا يسمحون لأحد بالدخول بينهم لأن المكان (مكان الوالد)، ولا رغبة بوجود المتطفلين الذين يعكرون الانسجام العام داخل الجمعية. أما السبب الثاني والأكثر خطورة فهو أن جهات سياسية خارجية معينة تفرض على الشلة السابقة أن يغلقوا الباب عليهم من دون السماح لأحد بالدخول معهم «خصوصاً من الفئة الثانية» والهدف يأتي بأن سيطرتهم على كرسي الرئاسة يخولهم الانتقال بشكل كلي إلى عضوية مجلس الطلبة «الفخر الكبير»، وهناك، فإن وجود شخص ينتمي للفئة «أ» سيساعدهم على التصويت للشخص الذي يرغبون فيه كي يحتل المنصب الذي يريده، من دون أن تتمكن الفئة «ب» من التأثير بسبب قلة عدد ممثليها داخل المجلس.

الكلام في هذا الموضوع موجع ومؤلم وفيه الكثير من الحساسية بين الطلبة، إلا أن شكوى أحد الطلبة آلمتني حين قال لي: «عضويتي في الجمعية قبل أن يترأسها الرئيس الحالي، إلا أنه تعمد إخفاء استمارة عضويتي والعديدين غيري لكي لا نشارك في انتخابات الجمعية ونؤثر على نتائج التصويت».

السيناريو يتكرر، ونظرة الأسى لدى البعض من جراء نفيهم خارج الدائرة هي دافع لطرح مجموعة من التساؤلات، فهل من المعقول أن يتشكل مجلس إدارة الجمعية لدورتين انتخابيتين متتاليتين من الوجوه نفسها وبالتزكية أيضاً؟ ألا تدخل الجامعة وجوه جديدة؟ أم أن الوجوه التي تدخل وترغب في العمل التطوعي تلقى استمارات عضويتها في سلة المهملات حال تخطيهم عتبة الباب إن لم يكونوا يتبعون جماعة الجمعية أو النادي؟

الوضع مؤسف حقاً، ويستحق - بالنسبة إلى البعض تلك الإطالة، حتى أن موظفي الجامعة يذكرون هذه المسألة بأسى لما يصل إلى مسامعهم كل عام من شكاوى بشأن هذا الموضوع وهذا النوع من التصرفات. حجة بعض رؤساء الجمعيات بأن الطلبة لا يحضرون ولا يشاركون في الفعاليات أو الاجتماعات، والطلبة يعللون ذلك بأن تلك الاجتماعات مغلقة ولا يتم إخبارهم بها أو حتى تصل أخبارها إلى مسامعهم، عوضا عن أن المشاركة ضمن الفعاليات تقابل بنظرة مضمونها (شنو هالثقالة! صدق رزة الفيس...).

إن تجربة دولة الكويت الشقيقة في مجالات الأندية والجمعيات الطلابية تتلخص بأن المشاركة في أنشطة الجمعيات والأندية حق لجميع طلبة الكلية، كما أن حق التصويت على مجلس الإدارة هو حق عام ويتم مثلما تتم انتخابات مجلس الطلبة، فلماذا لا يستفاد من هذه التجربة وممازجتها بتجربة جامعة البحرين التي أثبتت أن هنالك مرضاً متفشياً داخل قنوات العمل التطوعي في الجامعة مفاده الطائفية والشللية والأنانية، ووسائله هي التهميش والاستبعاد، إلى أن يصل إلى مرحلة متقدمة تتم فيها مضايقة العضو حتى يكره الحضور والمشاركة، ويترك المكان (برضاه ودونه) معاً؟

إقرأ أيضا لـ "علي نجيب"

العدد 1347 - الأحد 14 مايو 2006م الموافق 15 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً