العدد 1346 - السبت 13 مايو 2006م الموافق 14 ربيع الثاني 1427هـ

البحرين بين ثقافتي الأمن والاصلاح

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

المراقبون لحركة الاصلاح في البحرين منذ خمس سنوات لابد ان يلاحظوا ان هناك ثمة «مطبات» تحدث على الساحة الداخلية من شد وجذب بين هذا الطرف أو تلك الجهة، في محاولة جاهدة لإخماد روح المشروع الاصلاحي لجلالة الملك.

هذه الصراعات الداخلية بدأت تظهر رويدا رويدا، وتنجلي على السطح أمام مرأى الجميع خصوصا في ظل تنامي حال الرفض للإصلاح كمبدأ يطبق لأطراف لا تأبه كثيراً لهذا الاصلاح الذي تجده يعارض مستقبل مصالحها في البلاد.

لن يكون من السهل علينا هضم المسألة خصوصا ان الاصلاحات قادت البحرين إلى مرحلة «التنوير» بعد أن كانت غارقة سنوات طويلة في قرون الظلام إبان قانون «أمن الدولة»، التي يمقتها البحرينيون ويعلنون موقفهم الكاره لها في كل مناسبة.

إن أهمية ترتيب البيت البحريني اليوم أصبحت ضرورة، وإلا فإن زمام الامور سينفلت ويؤدي إلى إخلال الدولة بالتزاماتها ووعودها نحو عملية الاصلاح التي لابد من استمرارها، وهو ما قد يضع البحرين برمتها في موقف حرج أمام العالم الخارجي، والدول الكبرى والصديقة الدائمة الذكر لإصلاحات البحرين إن هي تخلت عن هذا الاصلاح.

وفي هذا السياق فان موضوع غلق المعهد الوطني الديمقراطي )IDN( ومنعه من مزاولة نشاطه في البحرين يعد تراجعا للوراء بل وحتى الاسلوب الذي اتبع لمغادرة مدير المعهد فوزي جوليد الصومالي الأصل الأميركي الجنسية، فقد كانت خطوة مهينة وبعيدة عن الانسانية، كما فسر أيضا انه يميل إلى العنصرية بالقول كيف يأتي شخص من القارة السمراء حتى وان كان أميركي الجنسية ليعلم البحرينيين أصول الديمقراطية في بلادهم... وهذا الكلام تردد خلال الاسبوع الماضي.

فلو كان جوليد أشقر الشعر أزرق العينين فلن تكون معاملته على هذه الشاكلة، بل ولما تجرأت أو تمادت الجهات المعنية في ذلك، إذ ان الاسلوب سيكون مختلفا ومغايرا لما حصل مع جوليد وأفراد أسرته.

هذا المثال وغيره يعبر عن حال الازدواجية والعوالم المختلفة التي تعيشها البلاد الآن... ونحن لسنا في وضع يسمح بكثير من المزايدات التي تنشرها بعض الصحف والتحليلات البعيدة عن الواقع في البحرين. فكيف تكون هناك أهداف غير معلنة من الأميركان في البحرين من خلال وجود هذا المعهد أو ذاك، مع ان رخصة المعهد صدرت من قبل الديوان الملكي، بل ان الدولة ذاتها أعلنت رسمياً وفي أكثر من مناسبة، بأنها من الدول الداعمة لمشروع الإصلاح في الشرق الأوسط الموسع وشمال افريقيا الذي تقوده الإدارة الأميركية. من هنا كان احتضانها لمنتدى المستقبل الذي عقد أواخر العام الماضي، ومن ثم مشاركتها وحضورها اجتماعات تأسيس مؤسسة المستقبل التي رشحت لها سيدة قد يعلن عنها في وقت قريب. وغيرها من المشروعات التي أبدت البحرين استعدادها للمشاركة في ضمن دعم الإصلاح بالتعاون مع الإدارة الأميركية. فلماذا هذا التناقض؟ لكن يبدو اننا اليوم أمام تحدي ثقافتين: ثقافة رجل الأمن وثقافة رجل الاصلاح

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1346 - السبت 13 مايو 2006م الموافق 14 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً