تراود لدى الناس أن شركة اتصالات البحرين (بتلكو) عازمة على تغيير سرعة الإنترنت لكل الفئات مع إلغائها بشكل كلي الاستخدام غير المحدود للاستخدامات الشخصية، وتأكدت من ذلك من خلال اتصالاتي مع الشركة المزودة نفسها.
هذا الأمر ترك صدى كبيراً بين أفراد المجتمع والمستخدمين للإنترنت إذ تباينت التصرفات والأفعال والردود تجاه هذا التغيير، فالبعض رأى أن هذا التغيير لا يخدم المستخدم في تفاعله مع الشبكة العنكبوتية والتي باتت أكثر من مجرد سطور من المعلومات لتحل محل التلفزيون والستلايت وحتى المسجل التقليدي، وبذلك فإن الحجم الفعلي لمثل هذه الوسائط على الإنترنت يعتبر كبيراً نسبياً ولذلك يرى الأشخاص المعارضون للتغيير أن تحديد كمية الاستخدام يحرم المتلقي من الاستفادة المثلى للإنترنت، وبذلك يعتقدون أن خطوة شركة بتلكو خطوة في الاتجاه السلبي أكثر منه في الإيجابي .
ومقابل هذه الفئة من الأشخاص المعارضين للتغيير، رأى البعض أن الخدمات والتغييرات الجديدة تسير في اتجاه التطور في العالم التقني، إذ إن مضاعفة سرعة استخدامية الإنترنت بنسب أكثر من الضعف يجعل المستخدم أكثر انجذابا للإنترنت، وبذلك يستطيع أن يتلقى أكبر قدر من المعلومات ويتفاعل معها في وقت قصير، كما أن المؤيدين للتغيير يرون أن هذا التغيير سيعكس أثره في طبيعة البيانات الموجودة على الشبكة لتكون أكثر جودة وخصوصاً الصور والمقاطع الصوتية والمرئية، فعامل السرعة يلعب دوره في عملية الحصول على مثل هذه الوسائط بكل يسر وسهولة.
ومن ناحية أخرى يرى البعض أن تغييرات بتلكو الجديدة لشبكات الإنترنت تأتي للحد من انتشار الشبكات الثانوية غير الرسمية الموزعة من منازل زبائنها، في حين يرى آخرون أن هذه التغيرات لا تخلو من أهداف تجارية تسعى الشركة إليها.
ومع كل هذا التضارب في الآراء بشأن التغييرات الجديدة، لماذا لا يتم إعادة دراسة هذه التغييرات الجديدة؟ إذ تكون أكثر شمولية وذلك بتوفير أكثر من خيار للمستخدم، خيار التحول إلى خدمات الإنترنت الجديدة أو البقاء على الخدمات الحالية للإنترنت. أو تكون الدراسة بصورة أخرى بحيث يتم دمج إيجابيات الخدمة الحالية للإنترنت في كونها غير محددة في كمية الاستخدام مع إيجابيات الخدمة الجديدة في سرعتها المضاعفة، فمن المؤكد أن ذلك سينعكس إيجابياً على مثالية استخدام الإنترنت وتطور فعلي في واقعنا التقني
العدد 1344 - الخميس 11 مايو 2006م الموافق 12 ربيع الثاني 1427هـ