في قاموس البعض، تصبح المفردات والألفاظ الحسنة والمحببة بين الناس، وكأنها سبة. مثلاً، لا تقل «الحمد لله» حين ينتهي شجار بين موظف ومراجع على خير. نعم، لماذا تقول الحمد لله؟ لا يتوجب عليك ذلك والبعض لم يشف غليله بعد!
فهناك من يريد للنار أن تشتعل أكثر لتأكل الموظف باعتبار أنه موظف حكومي، وهو المذنب، وأن المراجع، حتى وإن كان هو المخطئ، فهو المظلوم! ولذلك، حينما يشتعل النزاع بين موظف ومراجع، فما عليك إلا أن تلعن الموظف وتشتمه.
أيضاً، ليس في مقدورك أن تقول: من الطاف الله أن القرى لم تشهد هذا الأسبوع أية حوادث مؤسفة. فهناك من يغضب، ولا أدري لماذا غضب البعض من مقدمة موضوع نشر أمس الأول في الصفحة الثانية في «الوسط» فيه اطمئنان لعدم نشوب حرائق أو تفجير سلندرات أو ما شابهها في إجازة نهاية الأسبوع الماضي! وكأنما أولئك يريدون أن يقولوا شيئاً ولا يستطيعون، ولربما لم يفهموا اطلاقاً ما هو المقصود!
ونتساءل: لطالما أننا نرفض العنف، ونرفض اتهامنا في القرى، ونحن نقول ذلك لأننا نعيش في قرى ونعرف أن العبث بالنار يجلب الكثير من الأذى للمجتمع، ولطالما قلنا وأكدنا أن المواجهات العنيفة غير السلمية ليست من ضمن التحرك الحضاري الذي تؤكده الأطراف العقلانية... فلماذا يا هؤلاء تغضبون لأن إجازة أسبوع مرت بسلام؟ ما الذي يغضبكم في ذلك؟ إنه أمر واحد... الجهل الذي يطبق على العقول اطباقاً ليمنع دخول الفكرة الطيبة اليه.
وإذا كنا نتحدث عن حوادث مفتعلة (إرهابية) تدخل في أجندة زمرة من المجهولين الجبناء، فإن أولئك الذين يعترضون ويصرخون ويتحركون من خلف الهواتف النقالة والإيميلات والمنتديات الصبيانية (المجهولون) أيضاً... ليسوا سوى «ترساً» في مكينة الحرق، ولله الحمد والمنة، أن مثل هذه الحوادث التي يتورط فيها مجهولون..أهل القرى منهم براء، وكل مواطن بحريني أصيل شريف منهم بريء، واذا أراد أحد أن يغضب فليعرف عم يتكلم هو وعم يتكلم بقية خلق الله
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 1342 - الثلثاء 09 مايو 2006م الموافق 10 ربيع الثاني 1427هـ