في هذه الأيام أصبحت مملكتنا البحرينية عرضة للكثير من البلاغات الكاذبة عن وجود أشياء خطرة في منطقة ما من مناطقنا الأمنية أو السياحية... وهذه البلاغات عادة ما تأتي من أناس مجهولي الهوية وهي كثيراً ما تزعجنا وتربكنا وتؤثر على سير حياتنا الاعتيادية... ونحن هنا سوف نحاول أن نلقي قليلاً من الضوء على مايمكن أن يحصل إذا استمرت هذه البلاغات، وبعدها سنذكر رأينا المتواضع... بعد أن تستلم السلطات المعنية هذه البلاغات تقوم الأجهزة المعنية بجميع الواجبات المنوطة بها من أجل أمن المواطنين وأمن الممتلكات ( وهذا شيء تشكر عليه ) وطبعاً الأماكن التي يزعم بأن بها شيئاً خطراً تقوم أيضاً بواجبها من الاحتراس واتخاذ جميع إجراءات الحيطة والحذر... هذه كلها إجراءات سليمة وليس عليها أي شيء من الغبار... ولكن عندما تتكرر هذه البلاغات الكاذبة وتصبح يومية، أو أحياناً تكون أكثر من بلاغ في اليوم الواحد فإنها عادة ما تسبب الكثير من المشكلات، ومن الممكن أن تجرنا إلى نوع من الملل وعدم التصديق، ومن ثم تجرنا إلى تكذيبها وعدم اتخاذ إجراءات ضدها فنهملها ويحصل بعد ذلك ما يحصل من دمار... وهذا ما يريد المخرب الوصول إليه... نحن دولة متقدمة في مقاومة الإرهاب ولدينا كل ما يمكن وجوده لمعالجة هكذا حالات وإبقاء الاستقرار الأمني لجميع أراضينا، ولكن لابد أن لاننسى بأن هناك الكثير من الدول التي هي متقدمة علينا في هذا المجال الأمني الخطير، ولا يوجد أي عيب في أن نستعين بها أو على الأقل نأخذ منها بعض العبر... وهذه الدول عادة ما تتخذ إجراءات صارمة في مواجهة حوادث التخريب، ولكنها في نفس الوقت تحافظ على سير الحياة الطبيعية ( خصوصاً ) في الأماكن السياحية والتي عادة ما تكون مستهدفة... البلاغات الكاذبة دائماً ما تأتي بواسطة الاتصال، والاتصال أنواع... منه الاتصال الهاتفي سواء كان مخابرة أو رسالة إلكترونية، والاتصال البريدي بالرسائل الورقية، والاتصال البريدي بواسطة الرسائل الإلكترونية... هذه الاتصالات جميعها تخرج من مصدر، وبحسب التكنولوجيا الحديثة فإنه من السهولة علي الجهات الأمنية تتبعه ومعرفته، ومن ثم القبض عليه والتعامل معه حتى يكون عبرة لغيره من المتلاعبين بأمن البلد وأمانه، وحتى لا يفكر أحد غيره في ترويع المواطنين وضيوف البلاد... لابد وأن نعلم أن الشخص الذي يتصل ويخبر عن وجود شيء ما في مكان ما، هذا الشخص لا يتصل من فراغ... بل إن لديه الكثير من المقاصد والنوايا السيئة، والسلطات الأمنية يقع عليها واجب تحليل هذه المقاصد والنوايا... إن كان القصد هو إزعاج السلطات فقط، أو كان قصده معرفة الإجراءات التي تتبعها الأجهزة المعنية، أو أن قصده معرفة مدى جدية العمل، أو نوعية الأجهزة المستخدمة للبحث والمعالجة... وبعد القصد، ماهي نواياه؟ هل هو فعلاً ينوي ترويع المجتمع البحريني الآمن؟ أم هو ينوي تدمير الإنجازات الاقتصادية الكبيرة للبحرين وضرب السياحة في مقتل؟...
هل البلاغات الكاذبة تصدر من شخص جاهل، أو عدة أشخاص يلعبون ويتسلون بأمن البلاد، أو جماعة منظمة لها أهداف آنية بسيطة وأهداف مستقبلية كبيرة ومحددة؟... هذه أسئلة يجب أن تدور في رؤوسنا، ومن الممكن أن نحصل على أجوبة صريحة لها إذا جعلنا عملنا المضاد لهم منظماً ومدروساً بدقة، ولا تسيطر عليه العواطف فقط وإنما الجدية والحرفية في التدريب والانضباط في التطبيق الميداني... بعد أن تتلقى الجهات المعنية الاتصال أو البلاغ الكاذب، ما هو الإجراء السريع والفوري؟ هل متلقى الاتصال بيده الحلول، أو هو يقوم بإجراء الكثير من الاتصالات لمن في يدهم الحلول، كم اتصال يلزم وكم وقت يستهلك حتى تبدأ عملية التحرك للوصول إلى الموقع المبلغ عنه؟ كم عدد الأشخاص الذين يستلزم حضورهم إلى المكان المعني، وما هي واجباتهم؟... هذه أيضاً أسئلة ومعلومات يجب أن تحاذر فيها السلطات الأمنية وتتخذ فيها أقصى درجات الحرفية، لأن هناك دائماً من يراقب ويسجل تحركاتها... النقطة الأخيرة التي يجب أن تنتبه لها السلطات الأمنية في بلادنا هي ضرورة نشر الوعي الأمني لجميع الموجودين في الأماكن المحتمل أن تطالها عمليات التخريب... وهذا لا يأتي إلا بأخذ مجموعات من المسئولين والموظفين التابعين لهذه الأماكن، ومن ثم عقد دورات تدريبية بسيطة لهم حتى يعلموا واجباتهم في الاحتراس وأخذ الحيطة والحذر
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1341 - الإثنين 08 مايو 2006م الموافق 09 ربيع الثاني 1427هـ