العدد 1340 - الأحد 07 مايو 2006م الموافق 08 ربيع الثاني 1427هـ

لنكن عقلانيين بنضالنا

حسين الحليبي comments [at] alwasatnews.com

-

كثيراً ما انتظرنا لحظات الانفراج، تلك اللحظات التي ستساهم في إشراكنا نحن الشباب في جميع مجالات الحياة. كنا نحلم أن نكون وأن يكون لنا وجود وأن تتوافر لنا جميع احتياجاتنا وتتحقق طموحاتنا وأن يسمع صوتنا وأن نساهم في صنع القرار وأن تقدر جهودنا. ناضل الكثيرون من الشباب قبلنا من أجل الوصول إلى حياة ديمقراطية كريمة وقدموا كل ما لديهم من اجل الشعب ومن اجل الأجيال التي ستأتي بعدهم، وها هم بعض من الفئات الشبابية العقلانية اليوم تناضل بالطرق السلمية أيضاً من اجل نصرة قضايا الشباب ومن اجل تمكينهم في جميع المجالات.

تحقق جزء من أحلامنا، فالحياة تغيرت وتبدلت عما كانت عليه قبل سنوات فلا يمكن مقارنة مستوى الحريات المتاحة حالياً بالمستوى السابق، وأصبح الأمر أكثر يسراً مما كان عليه وقد صاحب ذلك توجه الأنظار لفئة الشباب من قبل بعض مؤسسات المجتمع المدني والجهات الحكومية، إذ أدرك الجميع أهمية هذه الشريحة التي تمثل الحاضر والمستقبل وليس كما يقال دائما بأن الشباب هم فقط عماد المستقبل بل هم من يبني الحاضر أيضاً.

ولكن لا ينبغي أن نقول إن الصورة قد اكتملت، فهناك أطراف كثيرة مازالت تلعب دورا غير مسئول في إرباك الانفراج الذي انتظرناه، حتى أننا لا نستطيع أن نقول حالياً بأنه انفراج، فقد ظهرت لنا عواقب كثيرة عرقلت مسير الانفراج، هذه الأطراف محسوبة على كل الجهات سواء الحكومية أو الجهات الشعبية أو المجتمع المدني، فالممارسات التي تمارس من غير عقلانية ودراسة قادتنا لتهلكة كبيرة لم توضع في الاعتبار، فمن جانب الجهات الحكومية فقد ماطل الكثير منهم في تلبية رغبات واحتياجات شريحة الشباب وأبرز تلك الإخفاقات عدم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للشباب حتى وقتنا الحالي ، تلك الاستراتيجية التي تتطرق لجميع الاحتياجات الشبابية من تعليم وعمل وسكن وصحة وثقافة وغيرها من متطلبات أساسية، كما أن هناك مطالب شبابية كثيرة مازالت عالقة أدت إلى تأزم الوضع. ومن جانب آخر، تقوم فئة من الشباب بأعمال تخريبية وعنف مدمر من شأنها أن تؤزم الوضع وهي لا تمت بصلة لأي نوع من أنواع النضال، فهي عمليات تجلب الدمار للجميع ولا يمكن قبولها بأي شكل من الأشكال، فمن أراد أن يطالب بحقه فهو أمر مشروع ولكن دون أن يلحق الضرر بالآخرين وبوطنه، والسؤال الذي يطرح نفسه: من المستفيد من ذلك، ومن يعمل على تعطيل عجلة الإصلاح؟ سؤال لابد أن نبحث في ثناياه لإيقاف كل من يعمل على إثارة الفوضى في الوطن ويعبث باستقراره في جميع الجهات، كما ذكرت فهي عملية مشتركة لابد من إيجاد الحلول المشتركة لها من الجميع.

ومن جهة أخرى، تظهر لنا فئات من الشباب تنشر الشائعات وتقذف كل من لا يتناسب مع معتقداتهم، كل ذلك باسم الديمقراطية، والأغرب أن بعضاً من هذه المنتديات على رغم سيطرة بعض الشخصيات الشبابية المحسوبة على التيارات الإسلامية فإنها لا تمارس الأخلاق الإسلامية في نشرها لصور الناس والتشهير بهم، فهل هذه هي الديمقراطية أم أن هناك تعدياً كبيراً على خصوصيات الناس.

أعتقد أن الصورة واضحة، فالجميع مشترك في تأزم الوضع، وبالتالي على الجميع البحث عن السبل المناسبة لحل المسببات كافة التي أدت إلى التدهور الحالي، فكم سيزداد انتماء الشاب بوطنه عندما تتحقق متطلباته الأساسية، وكم سينقاد الشباب للممارسات الديمقراطية السليمة للمطالبة بحقوقهم عندما يكون للرموز الدينية والسياسية دور في توعية الشباب وإرشادهم لما فيه خير للجميع

العدد 1340 - الأحد 07 مايو 2006م الموافق 08 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً