العدد 1334 - الإثنين 01 مايو 2006م الموافق 02 ربيع الثاني 1427هـ

عائلة تستغيث سمو رئيس الوزراء

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

دلفت داخل الدار أبحث عن الإنسانية كيف تموت؟ رأيت دموعها وهي تحفر أخاديد حزن على محيا القرية: أين هم أصحاب الضمير؟ وجدت الألم منتصباً في زاوية من زوايا الدار، متوضعاً في مخدع يضغط بأنيابه على قلب ام رؤم جمعت حولها الاطفال تحميهم من غدر الزمن، تمسك بيدها اليمنى تاريخاً يريد ان يهزأ بالجرح وبيسارها مستقبلاً معرضاً يتحين الفرصة ليغتال بقية العمر، انها صرخة أم، واستغاثة امرأة قسا عليها الزمن واحتوشتها ليالي الغربة إذ يصد القريب ويتوارى الصديق، في زمن لايعرف الابن أمه ولا الأخ اخاه.

أردت ان اسألها فأجابتني الدار بقصة العمر المضنية، والمكتنزة بليالي النصب والقهر: عن اي شيء تسأل؟ بيت اشبه بالزنزانة الانفرادية! بيت بلا دورة مياه... غرفة واحدة آيلة للسقوط ثلاثة امتار في ثلاثة امتار. الام ومنذ ثلاث سنوات تقوم بغسل أواني المنزل في الطريق. قلت لها: سيدتي هل انا في حلم أم في واقع؟ كيف تقومين بغسل الأواني في الطريق؟ اين هو هذا العالم؟ التفتت اليّ بعين منكسرة وهمهمت بكلمات تقطر حزناً وألماً ووجعاً: منذ ثلاث سنوات وأنا أقوم بغسل الأواني خارج هذا العش... ماذا افعل؟ قلت لها: قرأنا عن حالات مؤلمة، سمعنا عن محن وأوجاع مكلومين ومجروحين من الفقر والجوع، لكن لم أر ولم اسمع وضعاً مأسوياً كهذا الوضع. كان ذهابي على حين غرة وبلا موعد وهذا ما رأيته وقبل وصولي المنزل لفتت نظري أوان على قارعة الطريق ممتد لها انبوب بلاستيكي للماء. هذه الأم - ولضيق العش ولانعدام دورة المياه - التجأت للشارع، تجلس بقرب فتحة مجاري لتغسل الأواني ومن ثم يدخل الماء إلى فتحة المجاري. لعل الله أخرجها إلى الساحة العامة وعلى قارعة طريق لتصبح ذات يوم في الدنيا أو في الاخرة شاهد إدانة وصرخة ألم في وجه الأمة والعالم.

الأب مصاب بالسكر وتعرض لحادثين وأصبح شبه مقعد. الأبناء كبروا وكبرت حاجاتهم، إلا أن المنزل يضيق مع الأيام. كنت أعتقد أن المنزل ملك لهم فاكتشفت انهم مستأجرون له وصاحب الملك محتاج له فهم مضطرون للخروج من المنزل، إذا أين سيذهبون؟ أي حضن في هذا العالم سيحضن هذه العائلة البحرينية؟ أحد الأبناء يبيت في بيت نسيب له في مدينة عيسى، والآخر يضطر إلى قتل الوقت خارج المنزل لأنه لا يوجد مكان في المنزل للجلوس إلا انه يضطر للرجوع متأخراً ليلاً لينام في الممر المؤدي للغرفة الصغيرة والتي لا تتحمل أكثر من الموجود، فيها ستة أشخاص ينامون فيها. الأم أخذتنا لترينا صورة البيت: تعالوا انظروا، انظروا كيف نعيش؟ هل لنا ان نتحمل كل هذه المعاناة؟ أما آن الوقت لتبتسم لنا الدنيا؟ أنا لا أريد شيئا من الدنيا، فقط أريد منزلاً أوي به أبنائي. وصل ملفهم إلى وزارة الاسكان وبعثوا بلجنة بحث وفعلاً تمت كتابة تقريرشامل عن الحاجة الملحة لوحدة اسكانية لهذه العائلة. وتم تقديم طلب شقة للاب والام ومنزل للابناء. وزارة الاسكان تستحق الشكر، ولكن املنا ان يضعوهم في ضمن الحالة الاستثنائية التي لايمكن لها الانتظارخصوصاً ان المؤجر يريد هدم المنزل، هي في حال مأسوية لاتتحمل التأجيل، العائلة طلبت مني إرسال طلبها إلى سمو رئيس الوزراء لمواقفه الكريمة، فهي تأمل بتوصيته للحكومة بتوفير منزل للعائلة وكلنا على يقين أن سموه لن يألو جهداً في دعم هذه العوائل المحتاجة، علماً بأن رقم الطلب للبيت هو 3878، ولشقة 705، ورقم البطاقة السكانية 790302225 وأملنا أن يحقق مطلبهم

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1334 - الإثنين 01 مايو 2006م الموافق 02 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً